في خطوة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ عقود، يتوجه الرئيس السوري أحمد الشرع الأحد إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

هذا التطور الدبلوماسي يمثل أول حضور لرئيس سوري في هذا المحفل العالمي منذ عام 1967، وهو مؤشر على فصل جديد في تاريخ البلاد.

وأفاد المكتب الإعلامي في الرئاسة، وفق ما نقله التلفزيون الرسمي، بأن الشرع "يتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في دورتها الثمانين".

ويأتي هذا التوجه بعد أن تولى الشرع الحكم عقب قيادته هجوم الفصائل المعارضة الذي أطاح بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وقد مثّل هذا الهجوم، الذي قادته قوى الثورة السورية، تحولاً جذرياً في المشهد السياسي والعسكري للبلاد، وأنهى سنوات طويلة من الحرب الأهلية.

سيكون أحمد الشرع أول رئيس سوري يتحدث أمام الجمعية العامة منذ الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي في العام 1967.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية بالنظر إلى عزلة سوريا الدبلوماسية التي استمرت تحت حكم عائلة الأسد، والتي تعمقت بشكل خاص منذ اندلاع النزاع في عام 2011.

يرى المراقبون أن حضور الشرع في نيويورك يهدف إلى إعادة وضع سوريا على خريطة العلاقات الدولية وإعادة صياغة صورتها أمام العالم كدولة تمر بمرحلة انتقالية جديدة.

من المتوقع أن يركز خطاب الشرع في الأمم المتحدة على عدة محاور رئيسية، منها خطط إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الدمار، وسبل عودة اللاجئين، بالإضافة إلى تأكيد التزام الحكومة الجديدة بالسلام والاستقرار.

كما يُتوقع أن يسعى الشرع لفتح قنوات حوار مع القوى العالمية والدول الإقليمية لضمان دعم دولي للمرحلة الانتقالية.

وتتزايد التكهنات حول إمكانية عقد لقاءات ثنائية على هامش الجمعية العامة مع قادة دوليين، وهو ما قد يمهد الطريق لرفع العقوبات عن سوريا تدريجياً.