صعّد الجيش الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، من تحركاته العسكرية في الجنوب السوري، عبر سلسلة توغلات في ريفي دمشق والقنيطرة، انتهت بمداهمات وسيطرة على موقع استراتيجي.
وقال مراسل تلفزيون سوريا: إن قوة عسكرية إسرائيلية، مؤلفة من 11 عربة وأكثر من 60 عنصراً، توغلت صباح أمس في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، قبل أن تفرض سيطرتها على تل باط الوردة في سفح جبل الشيخ.
وقالت مصادر محلية من بلدة بيت جن إن قوات الاحتلال طالبت الأهالي عبر مكبرات الصوت بإرسال أشخاص للتحدث معها، فتوجّه نحو تل بيت جن حوالي 20 شخصاً، قبل أن تُطلق القوات الإسرائيلية الرصاص بالقرب منهم وتطلب منهم المغادرة.
وفجر اليوم نفسه، دخلت قوة إسرائيلية إلى قرية عين العبد بريف القنيطرة الجنوبي، واقتحمت سرية القنطار العسكرية، حيث نفذت عمليات تفتيش قبل أن تنسحب، وتوغلت قوات أخرى في منطقة تل أحمر الشرقي وبلدة منشية سويسة، وفتشت منازل مدنيين بحجة البحث عن مطلوبين.
وكانت بلدتا بريقة وبئر عجم بريف القنيطرة قد شهدتا، الأحد، توغلاً إسرائيلياً سيطرت خلاله القوات على مفرزة الأمن الداخلي في بريقة، واعتقلت أحد المدنيين. كما أقدمت دوريات الاحتلال على تفتيش المارة وتقييد تحركاتهم.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، توغلت قوة أخرى في قرية عين العبد، حيث اقتحمت منزلاً وفتشته.
انتهاك سافر
وبعد ساعات من التوغلات الإسرائيلية في ريفي دمشق والقنيطرة، أصدرت الخارجية السورية بياناً أدانت فيه بشدة عمليات التوغل الإسرائيلية. وجاء في البيان أن هذه العمليات تمثل «انتهاكاً سافراً لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها».
وحذرت الخارجية من أن استمرار مثل هذه الانتهاكات «من شأنه أن يقوّض جهود تحقيق الاستقرار، ويزيد من حدة التوتر في المنطقة»، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى «تحمّل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية عبر اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة لردع سلطات الاحتلال عن ممارساتها العدوانية، وضمان مساءلتها وفقاً لأحكام القانون الدولي، بما يكفل صون سيادة سوريا ووحدة أراضيها».
الخارجية السورية طالبت، في بيانها، الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل، مؤكدة أن هذه الممارسات تمثل «انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وتهديداً للأمن الإقليمي».
رفع العقوبات
في الأثناء، ناقش الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس، التطورات في سوريا والمنطقة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس برّاك في دمشق، بحسب بيان صدر عن مكتب الرئيس السوري.
ومن المقرر أن يلقي الشرع خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، ليكون أول رئيس سوري يخاطبها منذ نحو ستة عقود، وهو ما يُعد مؤشراً على مسعى دبلوماسي لإعادة إدماج سوريا في النظام الدولي.
واستقبل وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في جدة، حيث جرى البحث في تطورات الوضع في سوريا والمنطقة.
وفي خطوة وُصفت بالمفصلية، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية رسمياً إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا، بما يفتح الباب أمام الشركات الأمريكية والدولية للتعامل مع دمشق ابتداءً من اليوم. ونشرت الوزارة على موقعها القرار النهائي لإزالة لوائح العقوبات على سوريا.