أجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مباحثات الثلاثاء في باريس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي تطرقت إلى خفض التصعيد والوضع الإنساني في محافظة السويداء التي شهدت أعمال عنف الشهر الماضي، على ما أفاد الإعلام الرسمي السوري.

وذكرت القناة السورية الرسمية الأربعاء عن مصدر في الحكومة أن الشيباني عقد ورئيس الاستخبارات اجتماعا في باريس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير.

وقال المصدر إن الجانبين أكدا "على التمسك بوحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تستهدف تقسيمها وأن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا وأن المواطنين الدروز جزء أصيل من النسيج الوطني".

وناقش الطرفان كذلك "الأوضاع الإنسانية في الجنوب واتفق الطرفان على ضرورة تكثيف المساعدات الموجهة لأبناء السويداء والبدو للتخفيف من وطأة الظروف المعيشية الصعبة".

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أفادت بأن المباحثات التي عقدت الثلاثاء تطرقت إلى "خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي".

ولفتت الوكالة إلى أنّ النقاشات السورية-الاسرائيلية تجري "بوساطة أميركية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها".

واستضافت باريس أواخر يوليو اجتماعا مماثلا بين الشيباني ورون ديرمير، بينما عُقدت لقاءات سورية إسرائيلية أخرى مباشرة في باكو، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس في وقت سابق.

وأتت هذه اللقاءات السورية-الإسرائيلية غير المسبوقة في أعقاب أعمال عنف اندلعت في محافظة السويداء في 13 يوليو وأسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز، وفق آخر حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، ثم تطورت إلى مواجهات دامية بعدما تدخلت فيها القوات الحكومية، ويومها شنّت إسرائيل ضربات قرب القصر الرئاسي وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق.

وأعلنت واشنطن ليل 18- 19 يوليو أنّ سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف لإطلاق النار بينهما.

وبحسب المصدر الحكومي الذي نقلت عنه القناة السورية الرسمية، شملت المحادثات في باريس كذلك "ضرورة التوصل إلى آلية واضحة تعيد تفعيل اتفاق وقف الاشتباك الموقع عام 1974 بما يضمن وقف التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية ويؤسس لبيئة أكثر استقرارا".