عقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ونظيره السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي الخاص توم برّاك، اجتماعاً في عمان أمس، لبحث «تعزيز وقف إطلاق النار» في محافظة السويداء السورية التي شهدت أخيراً مواجهات مسلحة دامية على خلفية طائفية.
وقال بيان للخارجية السورية إنه «تمّ الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل سورية-أردنية-أمريكية لدعم جهود الحكومة السورية في تعزيز وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، والعمل على إيجاد حل شامل للأزمة».
وقالت الخارجية الأردنية في بيان إن المجتمعين أكدوا على أن «محافظة السويداء بكل مجتمعاتها المحلية جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، محمية ومحفوظة حقوق أبنائها في مسيرة إعادة بناء سوريا الجديدة نحو مستقبل منجز آمن لكل مواطني الدولة السورية، وبما يضمن تمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل سوريا».
وأضاف البيان أن المجتمعين رحّبوا بخطوات الحكومة السورية التي تضمنت «إجراء التحقيقات الكاملة ومحاسبة كافة مرتكبي الجرائم والانتهاكات» في السويداء، «إضافة إلى استعدادها التعاون مع هيئات الأمم المتحدة المعنية وإشراكها بمسار التحقيق»، بالإضافة إلى تعزيز إدخال المساعدات إلى المنطقة، والشروع بمصالحات.
لقاء في دمشق
على جانب آخر، عقد ممثلون عن الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية لقاء في دمشق، استكمالاً للمفاوضات الدائرة بين الطرفين، وفق ما أفاد مصدر كردي مطلع على المحادثات، في خطوة أعقبت إعلان الحكومة مقاطعة اجتماعات بين الجانبين كانت مقررة في باريس.
وجاء اللقاء بعدما عقدت الإدارة الذاتية الكردية اجتماعاً موسعاً غير مسبوق في مدينة الحسكة، الجمعة، ضمّ للمرة الأولى ممثلين عن الأقليتين الدرزية والعلوية اللتين طالتهما أعمال عنف على خلفية طائفية. وطالب المجتمعون في البيان الختامي بدستور «يؤسّس لدولة لا مركزية».
وانتقدت دمشق اللقاء واعتبرته «تقويضاً لمسار الحوار»، معلنة مقاطعة أي اجتماعات مقررة في باريس التي تقود مع واشنطن جهوداً للوساطة بين الطرفين.
وكان يفترض أن يلتقي الطرفان في باريس منتصف الشهر الحالي، بناء على اتفاق عقده وزيرا خارجية سوريا وفرنسا والمبعوث الأمريكي إلى دمشق، إثر لقاء في باريس أواخر الشهر الماضي، من أجل تنفيذ بنود اتفاق ثنائي وقعه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في 10 مارس برعاية أمريكية.
وقال مصدر كردي إن اللقاء «عقد مساء الاثنين، بطلب من الحكومة السورية» بين المسؤولة البارزة في الإدارة الذاتية إلهام أحمد، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، موضحاً أن «النقاشات تركزت على إيجاد صيغة مناسبة للامركزية، دون تحديد جدول زمني» لتطبيقها.
وهدفت النقاشات، وفق المصدر ذاته، إلى التأكيد على «استمرار العملية التفاوضية عن طريق لجان سورية سورية وبإشراف دولي». واتفق الطرفان على أن «لا مكان للخيار العسكري».
مقتل جندي
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أمس، نقلاً عن وزارة الدفاع، أن جندياً سورياً قتل في اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في محافظة حلب بشمال البلاد.
وقالت وزارة الدفاع، أمس، حسبما أفادت الوكالة، إنه يتعين على قوات سوريا الديمقراطية الالتزام بالاتفاق «والتوقف عن عمليات التسلل والقصف والاستفزاز التي تستهدف عناصر الجيش والأهالي في مدينة حلب وريفها الشرقي، وأن استمرار هذه الأفعال سيؤدي إلى عواقب جديدة».
