ذكر سكان في السويداء بسوريا أن الهدوء ساد اليوم الأحد بعد إعلان الحكومة انسحاب مسلحين من العشائر البدوية من المدينة وإشارة مبعوث أمريكي إلى بدء تنفيذ اتفاق لوقف الاشتباكات التي استمرت لأيام.
وقال وزير الداخلية أنس خطاب اليوم الأحد "نجحت قوى الأمن الداخلي في تهدئة الأوضاع ضمن المحافظة (السويداء) بعد انتشارها في المنطقة الشمالية والغربية منها، وتمكنت من إنفاذ وقف إطلاق النار داخل مدينة السويداء، تمهيدا لمرحلة تبادل الأسرى والعودة التدريجية للاستقرار إلى عموم المحافظة".
وأظهرت صور لرويترز قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية منتشرة في منطقة قرب المدينة وأغلقت طريقا أمام تجمع من أفراد العشائر.
وأعلنت وزارة الداخلية في ساعة متأخرة من مساء أمس انسحاب مسلحي العشائر البدوية.
وقال توم بيريك المبعوث الأمريكي إلى سوريا على منصة إكس إن الطرفين "توصلا إلى هدنة (واتفقا) على وقف الأعمال القتالية... تتمثل الخطوة التالية على طريق لم الشمل وخفض التصعيد بشكل دائم في التبادل الكامل للرهائن والمحتجزين، والعمل جار على (توفير) الأمور اللوجستية اللازمة (لتنفيذ ذلك)".
ووصف كنان عزام، وهو طبيب أسنان، الوضع صباح اليوم الأحد بأنه هدوء يشوبه التوتر، لكنه قال لرويترز إن السكان ما زالوا يعانون من نقص المياه والكهرباء.
وأضاف في اتصال هاتفي أن المستشفيات خارج الخدمة، ولا يزال هناك الكثير من القتلى والجرحى.
وقال رائد خزعل، وهو أحد سكان السويداء، في رسالة صوتية إلى رويترز من داخل السويداء إن المدينة بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية.
وأضاف "الوضع في السويداء، الحياة متوقفة تماما... الوضع الإنساني صعب جدا. بيوت مدمرة. المشفى الوطني، الوضع سيء جدا، بحاجة لمساعدات عاجلة. رائحة الجثث تتناثر في المشفى الوطني. عنا اليوم مساعدة من فريق الهلال الأحمر. رح نحاول ننقل الجثث ونأمن لهم برادات لحتى يتم التعرف عليهم ودفنهم".
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن قافلة مساعدات أرسلتها الحكومة إلى المدينة مُنعت من الدخول بينما سُمح بدخول المساعدات التي نظمها الهلال الأحمر السوري.
ونقلت الوكالة عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة قوله "وصول الوفد الحكومي الرسمي برفقة قافلة المساعدات إلى دمشق بعد رفض دخولها إلى محافظة السويداء، والسماح بدخول الهلال الأحمر العربي السوري فقط".
وقال مصدر مطلع على الوضع إن الفصائل المحلية في السويداء أعادت القافلة الحكومية.
وتعهد الشرع في خطاب ألقاه يوم الخميس بحماية حقوق الدروز ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحقهم وحمل ما وصفها بالجماعات الخارجة عن القانون مسؤولية أعمال العنف.
بعد أن قصفت إسرائيل قوات الحكومة السورية في السويداء وكذلك وزارة الدفاع في دمشق الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن إسرائيل وضعت سياسة تطالب بنزع السلاح من مساحة شاسعة قرب الحدود، تمتد من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل إلى جبل الدروز شرقي السويداء.
وأكد أن إسرائيل ستحمي الدروز.
غير أن الولايات المتحدة قالت إنها لا تدعم الضربات الإسرائيلية على سوريا.
وقال مسؤول إسرائيلي يوم الجمعة إن إسرائيل ستسمح بدخول محدود للقوات السورية إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا لمدة 48 ساعة.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لصحفيين "في ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب غرب سوريا، وافقت إسرائيل على السماح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي (السورية) إلى محافظة السويداء لمدة الثماني والأربعين ساعة المقبلة".
وقال مصدر أمني سوري لرويترز إن قوات الأمن الداخلي اتخذت مواقع قرب السويداء وأقامت نقاط تفتيش في كل من الجزءين الغربي والشرقي من المحافظة حيث تجمع عدد من مسلحي العشائر المنسحبين.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الشرع تسلم اليوم الأحد "التقرير الكامل للجنة الوطنية المستقلة المكلفة بالكشف والتحقيق في الأحداث التي شهدها الساحل السوري ".
وأعلنت الرئاسة أنها ستعمل على "فحص النتائج الواردة في التقرير بدقة وعناية تامتين لضمان اتخاذ خطوات من شأنها الدفع بمبادئ الحقيقة والعدالة والمساءلة ومنع تكرار الانتهاكات في هذه الوقائع وفي مسار بناء سوريا الجديدة".
وأضافت "تطلب رئاسة الجمهورية من اللجنة الوطنية، إذا رأت ذلك مناسبا، عقد مؤتمر صحفي لعرض أعمالها ونتائجها الرئيسية بما يحفظ كرامة الضحايا ويحترم سلامة الإجراءات القضائية وحماية الأدلة وذلك في أقرب وقت عملي ممكن".
