رغم الدمار الكبير الذي لحق به، عاد عمر كفوزي إلى منزله في ريف دمشق بعد سقوط بشار الأسد، ليقيم مع أسرته في مكان يفتقد لغالبية مقومات الحياة ولا تزيّنه سوى شجرة زيتون يانعة ووسائد ملونة وبعض النباتات.
ويقول كفوزي (74 عاماً) من منزله في الغوطة الشرقية، أحد أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق منذ العام 2012 «منذ أن علمنا أن النظام ذهب، وبدأت الناس تعود، رتبنا أغراضنا خلال يومين وجئنا» من شمال غرب سوريا. ويضيف «لست نادماً على عودتي، كان ينبغي أن أعود إلى بيتي وأجلس فيه بأي وسيلة». كانت حفيدته البالغة الآن 8 سنوات، «طفلة عندما أخذناها معنا» إلى شمال غرب سوريا. لكن عندما عادت، أخذت تنظر إلى منزل العائلة وتقول «ما هذا البيت المهدّم؟ لماذا عدنا إلى هنا؟».
عادت الأسرة قبل حوالي ثلاثة أسابيع من شمال غرب سوريا حيث أمضت وقتاً في مخيم للنازحين وعاشت تجربة زلزال مدمر في مطلع العام 2023.
في منزل كفوزي بريف دمشق، جدار خرساني متهالك يكاد يسقط. وعُلّقت ملابس ملونة غسلت حديثاً فوق كومة من الأنقاض. وفي الخارج، كان الأطفال يلهون في الشارع المُغبَّر. وعلى الرغم من الظروف السيئة، يؤكد كفوزي أنه «ليس نادماً» على العودة.
في جوار منزله، بيت لابن شقيقه أحمد (40 عاماً) الذي عاد بدوره مع زوجته وأطفاله الأربعة، لكنهم يقيمون لدى أقاربهم بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنزلهم. يقف أحمد في ما كانت سابقاً غرفة نومه، وهو ينظر إلى المباني المجاورة المنهارة والمدمّرة.
يقول المسؤول المحلي بيبرس الزين (46 عاماً) إنه تم تنظيم حملة لإعادة بعض أهالي حمورية إلى بلدتهم من شمال غرب سوريا، ممن لا يملكون إمكانية العودة. ويروي الزين بينما وقف قرب مسجد دمّرت مئذنته بشكل كبير «أحضرنا حتى الآن 106 عائلات»، مشيراً إلى أن إجمالي الراغبين في العودة إلى حمورية يصل إلى ألفي عائلة.
ومن بين العائدين أيضاً، سارية الزين (47 عاماً) شقيق بيبرس. وهو ترك زوجته وأولاده الخمسة في شمال غرب البلاد، وعاد بمفرده حالياً لترميم منزله حتى تتوافر فيه شروط الحدّ الأدنى للحياة. ويقول سارية مشيراً إلى الجدران المتضررة والمتهالكة إن «الأضرار ناتجة عن المعارك التي حصلت، وقصف النظام بالبراميل والصواريخ».
أقامت العائلة في منزل مستأجر بشمال غرب سوريا إلى أن «هبط عند وقوع الزلزال» في العام 2023، لتنتقل بعد ذلك إلى مخيم للنازحين، ومنه إلى مدينة عفرين. ويأمل سارية أن ينهي أعمال الترميم الأساسية سريعاً، لكن لا يزال يتعين عليه القيام بإصلاحات هائلة في المنزل، لا سيما لجدار منهار يحتاج إلى إعادة بناء كاملة.
