انتشرت القوات الحكومية السورية "الثلاثاء" في مدينة السويداء في جنوب سوريا، في خطوة واضحة من السلطة لبسط نفوذها في هذه المدينة التي كانت حتى الآن تحت سيطرة مقاتلين محليين.

لماذا اتخذت السلطات هذا القرار؟ وما هي تبعاته؟

كيف بدأت الأحداث؟اندلعت مواجهات "الأحد" بين مقاتلين دروز ومسلحين من عشائر البدو المحلية، أسفرت عن أكثر من مئة قتيل.

دفعت تلك الاشتباكات السلطات إلى إرسال تعزيزات إلى المنطقة بهدف عودة الهدوء إليها كما قالت، وفضّ الاشتباكات.

وأعلنت وزارة الدفاع "الثلاثاء" عن وقف إطلاق نار في المنطقة بعد اتصالات بين السلطات ووجهاء في السويداء، أتبعها إعلان دخول القوات الحكومية إلى المدينة. وكانت المدينة التي يقطنها 150 ألف نسمة، حتى الآن، بإدارة فصائل محلية تتولى الأمن فيها.

ودعت هيئات درزية في بيانات المقاتلين إلى تسليم سلاحهم وعدم مواجهة القوات الحكومية.

ما مستقبل الفصائل ؟ بعد وصولها إلى الحكم في ديسمبر، أمرت السلطات الانتقالية بحلّ جميع الفصائل المسلحة، وتسليم سلاحها، ودمجها بقوات وزارة الدفاع.

خلال النزاع الذي اندلع في العام 2011 بعد قمع حكم بشار الأسد للاحتجاجات التي اندلعت ضدّه، شكّل الدروز مجموعات مسلّحة وحاولوا حماية معقلهم في السويداء بعيدا من ساحات القتال.

وإثر إطاحة الاسد الذي قدّم نفسه حاميا للأقليات في سوريا، أعرب الدروز عن استعدادهم لتشكيل أجهزة عسكرية وأمنية من أبناء السويداء تتولى الأمن في المدينة بإشراف السلطات.

ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف شخص يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم. كما أنهم موجودون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، في شمال غرب البلاد.

 تدخل اسرائيل

تُقدّر أعداد الدروز في منطقة الشرق الأوسط بأكثر من مليون، تتركّز غالبيتهم في مناطق جبلية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.

ومنذ سقوط بشار الأسد، كثّفت إسرائيل، عبر شخصيات درزية تقيم على أراضيها، مبادرات الانفتاح تجاه الدروز السوريين.

فقد أرسلت اليهم مساعدات إنسانية، وسمحت لوفود من رجال الدين الدروز بزيارة إسرائيل لأداء زيارات دينية، رغم حالة الحرب القائمة بين البلدين.

وفي ابريل، أعربت اسرائيل عن استعدادها للدفاع عن الدروز بعد الاشتباكات التي اندلعت في ضواحي دمشق بين فصائل درزية والقوات الحكومية.

كن وجهاء دروزا أعربوا عن رفضهم للتصريحات الاسرائيلية وأكدوا دفاعهم عن وحدة سوريا. وقصفت اسرائيل منذ الاثنين مواقع عدة للقوات السورية في السويداء.