تتلمس سوريا خطواتها في العهد الجديد بعد سقوط نظام بشار الأسد، لكن مع متاعب وحالة جدل، واستمرار للاعتقالات والعنف في بعض المناطق، الأمر الذي يجعل القلق والترقب سيدي المشهد، في حين ترى الإدارة الجديدة أن لا انتخابات قبل مرور أربع سنوات.
ونقلت قناة العربية عن قائد الإدارة الجديدة لسوريا أحمد الشرع قوله في مقابلة أمس، إن إجراء انتخابات في سوريا قد يستغرق فترة تصل إلى أربع سنوات، وهي المرة الأولى التي يشير فيها إلى جدول زمني محتمل للانتخابات منذ الإطاحة ببشار الأسد هذا الشهر. ووفقاً لمقتطفات من المقابلة نشرتها العربية، قال الشرع، إن عملية كتابة الدستور قد تستغرق نحو ثلاث سنوات، مضيفاً أن سوريا تحتاج نحو سنة ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية. وقال، إن هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقاً بجبهة النصرة، ستحل في مؤتمر للحوار الوطني.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية قال الشرع في المقابلة، إن سوريا لها مصالح استراتيجية مع روسيا في تكرار لمؤشرات تصالحية صدرت عن الإدارة الجديدة من قبل.
ولموسكو قاعدتان عسكريتان في سوريا وكانت حليفاً وثيقاً للأسد خلال الحرب الطويلة، ومنحته حق اللجوء بعد الإطاحة به.
اعتقال موالين
في الأثناء، اعتقلت السلطات الجديدة في سوريا في أقل من أسبوع، قرابة 300 شخص من العسكريين في الجيش ومسلحين موالين له وللأجهزة الأمنية، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بعدما أطلقت حملة لملاحقة أنصار الرئيس السابق بشار الأسد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن الاعتقالات جرت في دير الزور ودمشق وريفها وفي حمص وحماة واللاذقية وطرطوس، وإن من المعتقلين عناصر من الأجهزة الأمنية وعناصر موالية للنظام وعسكريين وضباط من رتب صغيرة. وأشار إلى أن هناك «أشخاصاً، بعضهم متهم بأنه متورط في إرسال تقارير للنظام السابق، اعتقلوا وقتلوا مباشرة، وهذا أمر مرفوض تماماً».
وأتى ذلك تعليقاً على مقاطع فيديو متداولة تظهر عمليات قتل وإهانة لمعتقلين يُعتقد أنهم عسكريون سابقون أو موالون للنظام.
حول المرأة
في الأثناء، أثارت تصريحات أدلت بها مديرة مكتب شؤون المرأة في الإدارة السورية الجديدة عائشة الدبس حول النساء جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وانتقادات من المجتمع المدني.
وسئلت الدبس خلال مقابلة تلفزيون تركي عن المساحة التي ستمنح للمنظمات النسوية في سوريا مستقبلاً. وأجابت أنه ينبغي لعمل هذه المنظمات أن «يدعم النموذج الذي نحن بصدد بنائه... لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر».
وقالت: «لماذا أنا أتبنى النموذج العلماني أو المدني؟ أنا سأصنع نموذجاً خاصاً بالمجتمع السوري... سنصنع نموذجاً متفرداً يناسب واقعنا.. المرأة السورية هي من ستصنع النموذج».
لكنها دعت المرأة أيضاً إلى عدم «تجاوز أولويات فطرتها التي فطرها الله وهي دورها التربوي في أسرتها».
وأثارت هذه التصريحات انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت الممثلة علياء سعيد في فيديو على منصة إكس: «اعتقلنا كي نقول رأياً، وتهجّرنا وتكسّرت منازلنا، ليس من أجل أن تقولي في النهاية ما تسمحي وما لا تسمحي لنا».
اشتباكات
واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية لتركيا وقوات كردية، أمس، في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا. وأفاد المرصد السوري، باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) و«الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا على خط الجبهة بين منطقة «نبع السلام» ومناطق نفوذ الأكراد بريف أبو راسين وتل تمر في ريف الحسكة.
وأشار المرصد إلى أن «الاشتباكات شهدت استخداماً مكثفاً للأسلحة الثقيلة، حيث استهدفت قوات «قسد» قواعد الجيش التركي والفصائل المسلحة في المنطقة، وأسفرت الهجمات عن إصابة أربعة عناصر من الفصائل بجروح تم نقلهم على الفور إلى المشافي في رأس العين لتلقي العلاج».
