أكد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي على ضرورة التمسك بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخل الخارجي في شؤونها، داعين إلى رفع العقوبات عنها، فيما التقى وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الإدارة السورية الجديدة في دمشق، بينما تم إطلاق عملية أمنية لملاحقة «ميليشيات الأسد»، بعد استهدافها أمن البلاد.
وترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في الاجتماع الاستثنائي الـ(46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشأن الأوضاع في الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية، واستعرض المجلس، آخر مستجدات الأوضاع في سوريا ولبنان .
دعم العملية السياسية
وأكد الوزراء، في بيان تلاه الأمين العام للمجلس، جاسم البديوي، على دعم دول المجلس الست ومساندتها إرادة الشعب السوري، كما دعت إلى استئناف العملية السياسية الشاملة في سوريا، بعد أيام من سقوط النظام السابق، وتولي الإدارة الجديدة مقاليد السلطة في البلاد.
ودعت دول مجلس التعاون، إلى استئناف العملية السياسية الشاملة في سوريا، بما يضمن «مشاركة كل الأطراف، وبشكل يسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والازدهار».
ودعا وزراء الخارجية الخليجيون إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية، وذلك من أجل تكريس وحدة وسيادة سوريا.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، في الاجتماع الاستثنائي: «إننا نؤكد دعم كل ما يعزز أمن لبنان وسوريا واستقرارهما». مشيراً إلى أن دول المجلس قدمت مساعدات إغاثية إلى سوريا، تتجاوز قيمتها 8 مليارات دولار.
وشدد على إدانة المجلس للهجمات الإسرائيلية على سوريا، واحتلالها المنطقة العازلة على الحدود، بوصفها انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، وقرارات مجلس الأمن.
وقال البديوي إن «الهجمات الإسرائيلية على سوريا، انتهاك صارخ للقوانين الدولية»، مضيفاً: «نشيد بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية المؤقتة».
من جانبه، أكد رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، تمسك دول «مجلس التعاون» بالمبادئ الأساسية التي تضمن سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، معبراً عن «رفض أشكال التدخل الخارجي في شؤونها».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، في تصريح صحافي: «التقى وفد عراقي، برئاسة رئيس جهاز المخابرات، حميد الشطري، امس في دمشق، الإدارة السورية الجديدة، بهدف بحث التطورات على الساحة السورية».
وأشار إلى أن متطلبات الأمن والاستقرار على الحدود المشتركة بين البلدين، كانت في مقدمة المباحثات بين الجانبين. وتعتبر الزيارة الأولى في نوعها لوفد حكومي أمني عراقي إلى دمشق، منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الحالي.
من جهته أكد لبنان أنه يتطلع إلى «أفضل علاقات الجوار» مع سوريا، في أول رسالة رسمية للإدارة الجديدة في دمشق. وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية على موقع «إكس» أن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب نقل الرسالة إلى نظيره السوري أسعد حسن الشيباني خلال اتصال هاتفي.
عملية أمنية
في الأثناء، بدأت إدارة العمليات العسكرية، بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية، عملية أمس لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وملاحقة «فلول ميليشيات الأسد» في أحراش وتلال ريف محافظة طرطوس، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا».
وأفادت الوكالة بأن العملية التي جرت في محافظة طرطوس، مكنت من «اعتقال العديد من عناصر هذه «الميليشيات» الموالية لبشار الأسد، بينما تستمر في مطاردة آخرين».
وتأتي هذه العملية، بعد مقتل 14 وإصابة 10 آخرين من أفراد قوات الداخلية، إثر تعرضهم لكمين من قبل «قوات النظام السابق»، في ريف محافظة طرطوس.
وأفاد المرصد في بيان بـ «مقتل 14 من عناصر من قوى الأمن العام» و«3 من المسلحين»، في خربة المعزة، تصدوا لقوات الأمن أثناء محاولتها توقيف ضابط «شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية»، وهو «أحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا».
وأوضح وزير الداخلية السوري الجديد، محمد عبد الرحمن، على تيليغرام، أن 10 من أفراد الشرطة أصيبوا أيضاً على أيدي «فلول النظام البائد»، وتعهد بالضرب بيد من حديد، لكل من تسول له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا القبض على اللواء محمد كنجو حسن في خربة المعزة بريف طرطوس في غرب سوريا. وذكر «تلفزيون سوريا» أن كنجو هو المسؤول عن المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا العسكري في عهد النظام السابق.
