تكفي إشارة من عضو بالفريق الإسرائيلي المفاوض، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لن يلتزم بدخول المرحلة الثانية، قبل تنفيذ بنود الأولى بحذافيرها.
وأن الوفد غير مخول بمفاوضات المرحلة الثانية، كي يقرأ مراقبون أن هدنة غزة باتت في مهب الريح.
في الأثناء، يواجه أهل غزة ريح الحرب التي ما غابت يوماً، ورياح الشتاء التي لم يسبق أن ضربت بهذه القوة، وبات كل همهم تثبيت خيامهم، بعد أن تعذر تثبيت التهدئة.
وعلى وقع اجتماعات مغلقة في الدوحة، بشأن تشكيل القوة الدولية التي ستنتشر في قطاع غزة، يكتنف الغموض مصير المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، إذ ثمة تضارب في المواقف، ما بين تقدم سياسي، وآخر إنساني محدود.
وتشير أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية، دلال عريقات، إلى أن الحلول المقترحة تتراوح ما بين تثبيت الوضع الراهن في قطاع غزة كحل مرحلي، مع استمرار سيطرة إسرائيل على أكثر من نصف مساحة القطاع،.
وضغط أمريكي على تل أبيب، لتخفيف الحصار المفروض على غزة، غير أن أخطر هذه الحلول، تتمثل في تحويل قضية غزة إلى ملف إنساني، مع استمرار غياب الأفق السياسي.
وأضافت عريقات أنها عملية جس نبض، بانتظار مشاورات إسرائيلية داخلية، لبلورة موقف، قبل الشروع بمفاوضات المرحلة الثانية، محذرة من مماطلة إسرائيلية متعمدة، تفضي إلى تمديد المرحلة الأولى لأطول وقت ممكن.
وتبقى كل الخيارات مقبولة للغزيين، باستثناء عودة الحرب، لا سيما وهم يواجهون حروباً مختلفة ما بين تأمين المأوى والبحث عن لقمة العيش.
وربما يصمد أهل غزة على أرضهم، رافضين مخططات التهجير، لكن خيامهم الممزقة لن تصمد في وجه الرياح الهادرة، التي اقتلعت غالبيتها، مبقية الآلاف منهم دون مأوى
. «عودة الحرب خط أحمر، وتجاوزه يعني تعمق الكارثة الإنسانية»، يقول النازح مهند أو رومية من بلدة القرارة الريفية قرب خان يونس، بينما كانت يداه ترتجفان من شدة البرد، وهو يحاول عبثاً تثبيت خيمته بتدابير بدائية، إذ ظلت أضعف من أن تواجه الرياح العاتية، فتهاوت.
