كشفت موجة البرد والأمطار الغزيرة التي شهدها قطاع غزة حجم الخطر الذي يهدد حياة مئات آلاف الأسر التي تسكن في منازل متضررة من القصف الإسرائيلي.

حيث إن تداعيات هذه المنخفضات الجوية أسفرت عن وفاة 17 شخصاً، بينهم 4 أطفال نتيجة البرد القارس، فيما توفّي الآخرون جرّاء انهيارات المباني التي قصفت أثناء الحرب، في وقت تواصل إسرائيل خروقها للهدنة بغارات على غزة مع استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعقد اجتماع حاسم اليوم بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسيقدم الجيش الإسرائيلي خطة لسيناريوهين في هذا الشأن: مواصلة خطة ترامب أو استئناف الحرب على غزة.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أن أكثر من 17 بناية سكنية انهارت بشكل كامل منذ بدء المنخفضات الجوية في القطاع. وأشار إلى أن تداعيات هذه المنخفضات الجوية أسفرت عن وفاة 17 مواطناً، من بينهم 4 أطفال نتيجة البرد القارس، فيما توفّي الآخرون جرّاء انهيارات المباني.

وأضاف، إن أكثر من 90 بناية سكنية تعرّضت لانهيارات جزئية خطرة، ما يشكّل تهديداً مباشراً لحياة آلاف المواطنين، مشيراً إلى أن نحو 90 بالمئة من مراكز الإيواء في قطاع غزة غرقت بشكل كامل؛ نتيجة السيول ومياه الأمطار.

وأوضح أن كافة خيام المواطنين في مختلف مناطق القطاع تضرّرت وغرقت، ما أدى إلى فقدان آلاف الأسر لمأواها المؤقت.

في الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار، عبر استمرار القصف وتثبيت الحصار الإنساني وعرقلة دخول اللوازم الإغاثية، ما فاقم الأوضاع بشكل حاد خلال المنخفضات وسوء الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة.

وقصف الجيش الإسرائيلي أمس مناطق في مدينة غزة، كما قتل فلسطيني برصاص الجيش شمال غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وشهدت المناطق الجنوبية الشرقية من مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، منذ ساعات فجر أمس تصعيداً ميدانياً جديداً، حيث أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي نيرانها بشكل مكثف، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف المنطقة.

كما أطلق الجيش قنابل إنارة في أجواء شرقي مدينة خان يونس، في ظل استمرار التوتر الميداني وتحركات الآليات العسكرية في محيط المنطقة. وقالت القناة 13 العبرية إن نتنياهو، سيعقد اليوم الخميس اجتماعاً لمناقشة الانتقال نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ومن المتوقع أن تعرض المنظومة الأمنية خلال الاجتماع خيارات عسكرية لاستئناف القتال، بالتوازي مع بدء تنفيذ خطوات من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

سياسياً، دخل نشر «قوات الاستقرار» في قطاع غزة، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع المدعوم أممياً، مرحلة نقاشات تبدو نهائية، مع اقتراب الموعد الرئيس لانتشارها العام المقبل.

وأبدت إندونيسيا وإيطاليا - في اللقاء الذي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة، أول من أمس، بهدف تهيئة الأرضية لإنشاء قوة الاستقرار الدولية التي ستُنشر في غزّة - استعداداً لإرسال جنود إلى القوة متعددة الجنسيات، غير أن هذا الاستعداد جاء مشروطاً ببقاء القوة في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من القطاع، وعدم الاحتكاك مع حركة حماس، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.