في ظل التباين المتزايد في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب، تواجه المرحلة الثانية من خطة غزة جموداً كبيرة، ما يضع علامات استفهام حول إمكانية تنفيذها، خاصة مع اقتراب الموعد المرتقب لقمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم 29 ديسمبر، وتعتبر هذه القمة الفرصة الوحيدة لكسر الجمود الحالي.

ووصل توم براك، مبعوث الرئيس الأمريكي، إلى إسرائيل، أمس، في زيارة تهدف إلى فحص مدى استعدادها للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

والتقى بنيامين نتانياهو، بالمبعوث الأمريكي إلى سوريا والسفير لدى تركيا، توم براك، في مكتب الأول، وشارك في اللقاء وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، والقائم بأعمال مستشار الأمن القومي، وسكرتير نتانياهو العسكري، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل، وسفير الأخيرة لدى الولايات المتحدة.

نفاد صبر

ووصفت مصادر الزيارة بأنها «بالغة الحساسية»، مشيرة، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، إلى أنها تعكس نفاد صبر الرئيس ترامب إزاء تعثر الانتقال إلى المرحلة التالية من الخطة الأمريكية المتعلقة بقطاع غزة.

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة «حماس» وإسرائيل قد بدأت في 10 أكتوبر الماضي، إلا أن إسرائيل واصلت خرق الاتفاق بشكل يومي، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا، واستمرار إغلاق معبر رفح، واقتصار دخول شاحنات المساعدات على 100 فقط بدلاً من 600 شاحنة.

وبحسب هيئة البث العبرية، فإن «جوهر زيارة براك يتمحور حول غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي يفترض أن تحل محل وقف إطلاق النار المؤقت والهش، ترتيبات أمنية وسياسية أكثر استقراراً».

وأوضحت الهيئة أن الخطة الأمريكية تتضمن إنشاء «قوة استقرار دولية» بقيادة الولايات المتحدة، بهدف تفكيك القدرات العسكرية لحركة «حماس» تدريجياً، وخلق سلطة بديلة في قطاع غزة.

ونقلت الهيئة عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم تسمّها، قولها إن زيارة براك «لا يُنظر إليها على أنها بروتوكولية عادية»، معتبرة أنها خطوة تحضيرية مباشرة للقاء المرتقب بين نتانياهو وترامب في 29 ديسمبر الجاري.

وبحسب هيئة البث العبرية، فإن براك «مكلّف بتحديد ما إذا كان نتانياهو شريكاً يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة»، مرجحة أن تتضح المؤشرات الأولى خلال الزيارة، على أن تحسم الصورة الكاملة لاحقاً «على طاولة ترامب».

تحدثت مصادر في وسائل إعلام إسرائيلية عن استمرار ممانعة حكومة نتانياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم ضغوط أمريكية.

وقال مصدر أمني إسرائيلي لهيئة البث الرسمية، إن تطبيق المرحلة الثانية «لا يزال بعيد المنال». وأشار إلى أنه لم توافق أي دولة في الوقت الحالي على الانضمام إلى قوة الاستقرار الدولية التي يفترض نشرها في غزة بحسب الاتفاق.

وأضاف المصدر نفسه أن إسرائيل تواصل متابعة التطورات المتعلقة بالبحث عن جثة الأسير ران غويلي، وهي آخر جثة تطالب إسرائيل باستعادتها من غزة.

وقال موقع «والا» إن إسرائيل تواصل مقاومة ضغوط أمريكية للتقدم السريع إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، إلى حين استعادة جثة غويلي.

تصعيد

وواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لوقف إطلاق النار في يومه الـ66 وذلك في مختلف مناطق القطاع. وأطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية النار شرقي مخيم جباليا شمال غزة. وقصفت المدفعية منطقة الفالوجا غرب المخيم مع مشاركة الطيران المروحي في إطلاق النار.

وفجر أمس، شن الطيران الحربي غارة استهدفت المناطق الشرقية من مدينة غزة.ونفذ الطيران الحربي سلسلة غارات على مدينة رفح جنوبي القطاع، وقصفت المدفعية شمال شرقي مخيم البريج وسط القطاع، وشرقي خان يونس جنوباً.

وأطلق الطيران المروحي نيرانه على مناطق وراء الخط الأصفر شرقي مدينة خان يونس. وشاركت الزوارق الحربية في إطلاق النار على ساحل خان يونس.

ووصل إلى مشافي غزة 12 ضحية و45 مصاباً خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.ومنذ وقف إطلاق النار، بلغ إجمالي الضحايا 391 قتيلاً و1063 مصاباً، فيما جرى انتشال 632 جثماناً.