في تراجع عن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت إسرائيل عن فتح معبر رفح للخروج فقط، رغم أن الاتفاق نص صراحة على فتحه فور سريان الهدنة في كلا الاتجاهين، فيما نفت مصر مزاعم إسرائيل بشأن تنسيقها مع مصر بشأن إعادة فتح المعبر باتجاه واحد فقط.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، للصحفيين: «سيفتح المعبر في كلا الاتجاهين فور عودة جميع رهائننا»، مع العلم أن جميع الأسرى الأحياء عادوا، ولم يتبق سوى جثة واحدة لعامل أجنبي. وذكرت بيدروسيان أن قرار فتح المعبر أمام الراغبين في مغادرة غزة اتخذ بالتنسيق الكامل مع الجهات التي توسطت بين إسرائيل وحماس خلال الحرب.

وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، أن معبر رفح سيفتح خلال الأيام المقبلة للسماح للفلسطينيين بالعبور إلى مصر، مشيرة إلى أن إعادة فتح معبر رفح ستجرى بإشراف بعثة تابعة للاتحاد الأوروبي، في آلية مشابهة لتلك التي طبقت خلال الهدنة السابقة في غزة التي تسنى التوصل إليها في يناير 2025.

من جهتها، نفت مصر أن تكون اتفقت مع إسرائيل لفتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج السكان من قطاع غزة. ونقلت الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية عن مصدر مسؤول، أنه إذا تم التوافق على فتح المعبر، فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع، طبقاً لما ورد بخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

إلى ذلك، أفادت حركة حماس، بأنها سلمت رفات رهينة، أمس، في حين أعلنت إسرائيل أنها ستسمح بفتح معبر غزة إلى مصر فور عودة جميع الرهائن. ومن شأن تسليم رفات آخر رهينتين إكمال شرط أساسي من المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي تتضمن أيضاً فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين.

كما ذكرت حركة الجهاد، أنها عثرت على جثة رهينة في شمال غزة بعد عمليات بحث مع فريق من الصليب الأحمر. وأعلنت حماس والجهاد أنهما سلمتا رفات الرهينة إلى الصليب الأحمر عصر الأربعاء. ولم تحدد الحركتان لأي من الرهينتين يعود الرفات.

على صعيد متصل، ناشد مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود، الدول بفتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان غزة المحتاجين بشدة إلى الإجلاء الطبي، محذراً من أن المئات ماتوا وهم ينتظرون ذلك. وقال هاني إسليم الذي ينسق عمليات الإجلاء الطبي من غزة لصالح المنظمة، إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن لا تشكل سوى قطرة في محيط.

في السياق، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن نحو 42 ألف شخص في قطاع غزة يعانون من إصابات جسيمة مغيرة للحياة تتطلب تأهيلاً مستمراً طويل الأمد.

وذكر الجهاز في تقرير أصدره بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام، أن الإصابات الأكثر انتشاراً تشمل إصابات الأطراف المعقدة وحالات البتر والحروق والصدمات البالغة التي تؤدي إلى فقدان دائم لوظائف الحركة أو الإحساس. وأشار التقرير إلى وجود قرابة 6 آلاف حالة بتر في القطاع، 75 % منها في الأطراف السفلية.

وأوضح أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من هذه الإصابات، إذ يعاني أكثر من 10 آلاف طفل من إصابات جسيمة مسببة للإعاقة، فيما شكلوا %51 من حالات الإجلاء الطبي خارج قطاع غزة خلال الفترة من مايو 2024 حتى يونيو 2025.

في الأثناء، قاطع الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس، تصويتاً في الكنيست بشأن تأييد خطة ترامب، لإنهاء الحرب. وشارك في التصويت أقل من ثلث أعضاء الكنيست المؤلف من 120 عضواً، إذ صوت 39 عضواً لصالح القرار ودون أي معارضة. وكتب يائير لبيد، رئيس الوزراء السابق، في منشور على منصة إكس: إسرائيل الآن تؤيد وتعتمد رسمياً خطة الرئيس ترامب.

وكان التصويت غير الملزم ينطوي على احتمال إحراج نتانياهو إذا ما صوت ضدها بعض شركائه في الائتلاف الذين ينتقدون خطة ترامب. وقاطع نائب من حزب ليكود بزعامة نتانياهو، لم يشارك في التصويت، الجلسة مراراً. وكان عضو آخر من الحزب حاضراً أيضاً، لكنه لم يشارك في عملية التصويت.