أكد خمسة مسؤولين أمريكيين سابقين، أن الولايات المتحدة جمعت معلومات مخابراتية العام الماضي تفيد بأن مستشارين قانونيين في الجيش الإسرائيلي حذروا من وجود أدلة قد تدعم اتهامات تتعلق بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في حملتها العسكرية في غزة، وهي عمليات اعتمدت على أسلحة زودتها بها الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون أن هذه المعلومات، التي لم يُكشف عنها من قبل، كانت من بين أكثر التقارير المخابراتية إثارة للدهشة التي عُرضت على كبار صانعي القرار الأمريكيين خلال الحرب، إذ أشارت إلى وجود شكوك داخل الجيش الإسرائيلي بشأن قانونية أساليبه، في تناقض واضح مع الموقف العلني لإسرائيل الذي يدافع عن عملياتها.

وقال اثنان من المسؤولين الأمريكيين، إن هذه المعلومات لم يجر تداولها على نطاق واسع داخل الحكومة الأمريكية حتى أواخر إدارة الرئيس السابق جو بايدن، عندما نُشرت على نطاق أوسع قبل جلسة إحاطة في الكونغرس في ديسمبر 2024.

وفاقمت هذه المعلومات المخابراتية من المخاوف في واشنطن بشأن سلوك إسرائيل في حرب قالت إنها ضرورية. وكانت هناك مخاوف من أن إسرائيل تتعمد استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وهي جريمة حرب محتملة نفتها إسرائيل بشدة.

أوامر

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه أصدر أوامر إلى الجيش بتدمير ومحو جميع أنفاق حركة حماس في قطاع غزة، حتى آخر نفق. وأضاف كاتس في تغريدة عبر حسابه في منصة إكس: «إذا لم تكن هناك أنفاق، فلن تكون هناك حماس، حسبما أوردت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه قتل شخصين قال إنهما ألقيا زجاجات حارقة في قرية الجديرة بالضفة الغربية، فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إنهما في السادسة عشرة من العمر، وإن الجيش احتجز الجثمانَين. وجاء في بيان الجيش: «تم التعرف على شخصين أضرما النار وألقيا زجاجات مولوتوف باتجاه طريق مدني رئيسي في بلدة الجديرة شمال القدس..

القوة المنتشرة في المنطقة قامت بتصفيتهما خلال ثوان». وأرفق الجيش البيان بمقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة، يظهر فيه شخصان يرميان جسماً مشتعلاً فوق جدار يشبه الجدار الفاصل بين منطقة الجديرة والطريق الذي يستخدمه الإسرائيليون.

من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها بمقتل الطفل محمد عبد الله محمد اتيم والطفل محمد رشاد فضل قاسم في بلدة الجديرة شمال القدس، واحتجاز جثمانيهما.

مأساة أطفال

إنسانياً، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بأن طفلاً واحداً من بين كل خمسة أطفال في قطاع غزة فاتته اللقاحات الأساسية طوال عامين، بحسب ما أكدت تقارير حول الموضوع.

وذلك من جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع التي كانت وكالات أممية عدة قد وصفتها بأنها حرب على الأطفال. وأوضحت وكالة أونروا، في تدوينة نشرتها على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها سوف تعمد، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» ومنظمة الصحة العالمية وشركائها، إلى حملة تحصين تعويضية تزود خلالها 44 ألف طفل في قطاع غزة باللقاحات المنقذة للحياة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات خاصة بسوء التغذية لهم.

وأضافت وكالة «أونروا» أنها سوف تسهم في حملة التحصين باللقاحات الأساسية والفحوصات من خلال 24 مركزاً صحياً ونقطة طبية موزعة في مختلف أنحاء قطاع غزة، مبينة أنّ ذلك يأتي دعماً للجهد الحيوي الهادف إلى استعادة الرعاية الأساسية لأطفال غزة.