استخدمت إسرائيل بقايا رفات أحد أسراها ذريعة لوضع اتفاق وقف إطلاق النار في مهب التصعيد، من خلال العودة إلى قصف غزة، بالتزامن مع تقارير إسرائيلية تتحدث عن مخطط لتوسيع السيطرة في القطاع، بموافقة واشنطن.

وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني الليلة الماضية، أن الطيران الإسرائيلي شنّ ثلاث غارات على الأقل على مدينة غزة، بعدما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجيش بتنفيذ ضربات عقب اتهامه حركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد شهود عيان سماع دوي انفجارات في كبرى مدن القطاع.

وكانت إسرائيل اتهمت «حماس» بانتهاك الاتفاق، بعدما تبين أن أجزاء من رفات أعادتها الحركة هي بقايا لجثمان أسير سبق أن استعاده الجيش من غزة. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، سلّمت حماس الجثة الـ 16 من بين 28 جثة لمحتجزين إسرائيليين لديها.

وأظهرت الفحوص الجنائية الإسرائيلية أن ما سلّمته حماس كان بقايا رفات لأسير، سبق أن أعاد الجيش جثته قبل حوالي عامين في عملية عسكرية، وفقاً لبيان صادر عن ديوان نتانياهو.

وقالت حماس إنها ستسلم إلى إسرائيل رفات محتجز عُثر عليه داخل نفق في القطاع. إلا أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت في وقت لاحق أنها ستؤجل عملية تسليم الرفات المقررة بسبب خروقات إسرائيلية لوقف إطلاق النار.

وكانت قناة «أخبار 12» قالت في وقت سابق أمس، إن الإدارة الأمريكية أعطت حكومة نتانياهو ضوءاً أخضر لتحريك «الخط الأصفر» في القطاع غرباً، لكنها عارضت تقليص المساعدات الإنسانية. وذكرت أن القرار الأمريكي جاء في سياق مناقشات جرت بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، لدراسة العقوبات التي يمكن فرضها على «حماس»، نتيجة ما تصفه تل أبيب بخرق الحركة للاتفاق.

وتتأهب إسرائيل لفرض عقوبات فورية على «حماس» بالتنسيق مع الأمريكيين، ومن بينها الاستيلاء على أراضٍ إضافية في غزة. ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي قوله: «لم يعد بإمكاننا الانتظار والامتناع، وسنتخذ خطوات حيال هذا الانتهاك».

الخط الأصفر

وصرح مسؤولون بأن واشنطن عارضت فرض عقوبات من شأنها المساس بالمساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، معتبرين أن مثل هذه الخطوة تضر بالسكان لا بـ«حماس». ومع ذلك، انفتح الأمريكيون على مناقشة خطوة مثل نقل «الخط الأصفر» غرباً، واستعادة الجيش الإسرائيلي لأراضٍ انسحب منها، إذا لم تعد حماس الجثث المتبقية.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول، بأن هناك ضوء أخضر أمريكياً لتوسيع السيطرة الإسرائيلية على القطاع. وأضافت: إن نتانياهو يناقش مقترح توسيع سيطرة الجيش على مساحات إضافية من غزة.

من جهة أخرى، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الجيش اقترح حزمة من خطوات الرد، لكن نتانياهو أشار في نهاية الاجتماع إلى ضرورة التنسيق مع الأمريكيين لتحديد الخطوات الممكنة.

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال الاثنين، إن الجيش يعمل على خطة احتلال سريع للقطاع في حال انهيار الاتفاق، مؤكداً أن «الحرب لم تنتهِ بعد». وأضاف: إن إسرائيل لن تسمح بإعمار غزة طالما لا يتم تجريد «حماس» من سلاحها بشكل كامل، وأن إخلاء القطاع من السلاح هو الشرط الأساسي لإعادة الإعمار.