أبدت حركة حماس استعدادها لتقديم مرونة، والتقدم إلى الأمام، مشيرة إلى ضرورة تحقيق الإجماع الفلسطيني لتجاوز ما سمتها «ألغام المرحلة». وفيما شددت مصر وتركيا على أهمية تثبيت اتفاق وقف النار في غزة، أكدت واشنطن استمرار جهود استعادة رفات الرهائن من القطاع.

وأكد قيادي في حركة حماس أن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع الأطراف الفلسطينية التقدم إلى الأمام، مشدداً على أن حماس مستعدة لإبداء مزيد من المرونة.

وأضاف القيادي في تصريحات لـ«سكاي نيوز عربية»، أن الحركة لا تفرض شروطاً تعوق الشرعية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الإجماع الفلسطيني ضرورة لتجاوز ألغام المرحلة.

وانتقد القيادي أداء السلطة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، معتبراً أنها عانت من حالة عجز وتفرد بالقرار، داعياً إياها إلى الابتعاد عن التحيزات الحزبية والاقتراب من حالة الإجماع.

وأضاف أن الخطر المحدق بقطاع غزة يؤكد الحاجة الماسة لالتفاف الجميع، كاشفاً عن أن الحركة دعت إلى الإسراع في تشكيل لجنة مستقلة لإدارة قطاع غزة.

وشدد القيادي على أنه لا يمكن لأي جهة فلسطينية أن تستبعد الأخرى، مؤكداً أن حماس تسعى إلى تهيئة أجواء إيجابية للحوار، وليست في وارد الدخول في مناكفات أو ردود مع حركة فتح.

على صعيد آخر أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، أهمية التنسيق القائم مع تركيا في متابعة مراحل اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة.

واستعرض عبدالعاطي مع نظيره التركي، هاكان فيدان، خلال اتصال هاتفي، نتائج قمة شرم الشيخ للسلام وما تمخضت عنه من اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي، حيث شددا على أهمية تثبيت الاتفاق والتهدئة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد عبدالعاطي أهمية التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، بما يضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، مشيراً إلى أهمية التنسيق القائم بين مصر وتركيا في متابعة مراحل الاتفاق، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

وتطرق الوزيران إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في قطاع غزة، المقرر عقده في القاهرة خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر المقبل، حيث أعرب عبدالعاطي عن تطلع مصر إلى مشاركة تركيا الفاعلة في المؤتمر ودعمها للجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع وتثبيت الاستقرار في المنطقة.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أمس، خلال زيارته لإسرائيل، استمرار الجهود لاستعادة رفات الرهائن، وذلك خلال اجتماع مع أقارب جنديين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية من بين 13 جندياً ما زالت جثامينهم في غزة.

وقال روبيو في منشور على منصة «إكس»: «لن ننسى أبداً أرواح الرهائن الذين قضوا في أسر حماس.. التقيت عائلتي المواطنين الأمريكيين إيتاي تشين وعومر نيوترا.. لن نوقف جهودنا حتى تتم استعادة رفاتهم ورفات جميع الآخرين».

وعلق منتدى عائلات الرهائن والمفقودين على منصة «إكس» قائلاً: «شكراً لكم، يجب أن يعود 13 رهينة إلى ديارهم.. 13 عائلة بحاجة إلى إجابات.. أرجوكم لا تتوقفوا حتى يتم تحرير آخر رهينة».

إلى ذلك ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن الجيش الأمريكي يقوم بتسيير طائرات من دون طيار فوق قطاع غزة لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة. وقالت الصحيفة إن مهمة المراقبة تشير إلى أن الإدارة تريد معرفة ما يحدث في القطاع على نحو مستقل عن إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأمريكيين قولهم إن طائرات الاستطلاع المسيرة تساعد مهمة مركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي الإسرائيلي الذي تم إنشاؤه حديثاً في جنوب إسرائيل، وإن الطائرات المسيرة تراقب التطورات على الأرض في غزة بموافقة إسرائيل.

موقف

إلى ذلك انتقد الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أمس، الأمم المتحدة والمؤسسات المتعددة الأطراف، معتبراً أنها لم تعد تعمل وفشلت في حماية ضحايا الحرب في غزة. وقال لولا أمام صحافيين في كوالالمبور: «من يمكنه أن يقبل الإبادة الجارية منذ فترة طويلة في قطاع غزة؟.. المؤسسات المتعددة الأطراف التي أُنشئت لمنع أمور مماثلة لم تعد تعمل.. اليوم، مجلس الأمن والأمم المتحدة لم يعودا يؤديان وظيفتهما».

عمليات

ميدانياً أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن 19 فلسطينياً لقوا حتفهم وأصيب 7 آخرون خلال الساعات الـ48 الماضية، جراء استمرار العمليات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع. وقالت الوزارة، في بيان: إن من بين القتلى 4 سقطوا نتيجة استهداف مباشر، وتم انتشال 15 جثة من تحت الأنقاض. وأشارت إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام أو في الطرقات، بسبب عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.

كما أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، بأن هناك حاجة متزايدة إلى توفير المأوى والدفء لسكان قطاع غزة مع اقتراب فصل الشتاء. وقالت الأونروا، في بيان: إن مواد إيواء ولوازم شتوية للعائلات النازحة موجودة في مخازن الأونروا في الأردن ومصر ممنوعة من الدخول، ودعت إلى ضرورة استعادة وصول المساعدة الإنسانية للأونروا.