أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عن تفاؤله بشأن استعداد دول عدة للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية في غزة، مشيراً إلى أن واشنطن قد تسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة لهذه القوة، بناء على طلب بعض الدول.

وفيما أكد استعداد دول عدة للانضمام إليها، حذر من أنها يجب أن تتكون من الأشخاص أو الدول التي تشعر إسرائيل بالارتياح تجاهها. وأوضح أن إسرائيل ستحصل على حق النقض الفيتو بشأن تشكيل القوة.

وقال روبيو إنه متفائل بشأن استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقال روبيو: إذا رفضت حماس نزع سلاحها، فسيعد ذلك انتهاكاً للاتفاق، وسيتم إرغامها على ذلك بتطبيق الإجراءات اللازمة.

وأضاف: نحن في اليوم الثاني عشر فقط من الاتفاق. وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين «الأونروا» لن تتمكن من لعب أي دور في قطاع غزة، ستكون هناك ثماني إلى عشر مجموعات مشاركة، لكن «الأونروا» لن تكون من بينها.

كما عينت الولايات المتحدة، أمس، دبلوماسياً مسؤولاً مدنياً للإشراف على هيئة مكلفة مراقبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأعلنت الخارجية الأمريكية، أن الدبلوماسي ستيف فاغين سينضم إلى الجنرال باتريك فرانك، المسؤول العسكري المكلف بمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.

إلى ذلك، دعت فصائل فلسطينية في القاهرة إلى إنشاء قوة دولية، وتسليم القطاع إلى لجنة من الفلسطينيين المستقلين التكنوقراط. وأوردت الفصائل الفلسطينية في بيان، أنها قررت تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين التكنوقراط، وتتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية.

وكانت الفصائل، وبينها حركتا حماس وفتح، بدأت اجتماعات قبل أيام بهدف البحث في آليات تطبيق وقف إطلاق النار في غزة. كذلك، أكدت الفصائل أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الموقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار.

في الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن على الولايات المتحدة والدول الأخرى بذل المزيد من الجهود لدفع إسرائيل إلى التوقف عن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك عبر استخدام العقوبات أو وقف مبيعات الأسلحة. وأضاف أردوغان لصحفيين:

نبذل قصارى جهدنا في تركيا لتثبيت وقف إطلاق النار.. حماس ملتزمة به، بل وتعلن التزامها به، بينما تواصل إسرائيل انتهاكه، على المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة، بذل المزيد من الجهود لضمان التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار والاتفاق.. يجب إجبار إسرائيل على الوفاء بوعودها عن طريق فرض عقوبات ووقف مبيعات الأسلحة.

وأضاف: المحادثات مستمرة بشأن قوة العمل التي ستكون في غزة. لم تتضح بعد آليات ذلك. ولأن هذه قضية متعددة الجوانب، فهناك مفاوضات شاملة. نحن مستعدون لتقديم أي شكل من أشكال الدعم لغزة في هذا الشأن.

موقف

كما جددت دولة قطر تأكيدها أن نجاح المرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة مسؤولية جماعية لضمان تنفيذه، بما يفضي إلى وقف شامل للحرب وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وذلك في إطار الامتثال الكامل لمبادئ الميثاق والقانون الدولي.

جاء ذلك في البيان الذي ألقته المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، أمام اجتماع المناقشة المفتوحة الفصلي لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها قضية فلسطين، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

نواقيس خطر

على صعيد آخر، قالت منظمة الصحة العالمية، أمس: إن الرعاية الطبية مازالت غير كافية للسكان في أنحاء قطاع غزة. وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، في جنيف، إن إمدادات الأدوية والمعدات الطبية التي جرى منعها لشهور، بدأت تصل لتوها.

وأضاف أن إسرائيل لم تفتح سوى معبرين فقط، الأمر الذي يجعل من الصعب تلبية الاحتياجات. وذكرت المنظمة أن 14 مستشفى فقط من 36 مستشفى في القطاع تعمل بشكل جزئي وكذلك الحال مع 64 من أصل 181 مركزاً صحياً، و109 من أصل 359 غرف علاج.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أنه يتوفر لديها كل المعدات اللازمة في المنطقة، لكنها بحاجة إلى حرية وصول أفضل وأسرع. وقال بيبركورن إن الأمر استغرق من منظمة الصحة العالمية عامين ونصف العام لإدخال ثمانية أجهزة أشعة سينية متنقلة إلى قطاع غزة.

ضياع جيل

كما حذر مدير اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط، إدوار بيغبيدير، من خطر ضياع جيل بكامله في قطاع غزة. وقال بيغبيدير: هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس، إذا لم نبدأ انتقالاً حقيقياً لجميع الأطفال في فبراير، فسنصل إلى سنة رابعة، وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع.

ولفت هذا المسؤول إلى أنه مع سريان وقف إطلاق النار تمكنت اليونيسف وشركاؤها في قطاع التعليم من إعادة نحو سدس عدد الأطفال المفترض أن يكونوا في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة.