أعلنت إسرائيل أن الرفات التي سلمتها حركة حماس، أول من أمس، تم التعرف عليها على أنها تعود للرهينة إلياهو مارجاليت. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس: إن جثة مارجاليت تم التعرف عليها بعد إجراء الفحوصات في المركز الوطني للطب الشرعي، وقد تم إبلاغ عائلته بذلك.
وقال منتدى الرهائن، في بيان: إن تسليم جثمان الرهينة مارجاليت قدم قدراً من العزاء لعائلته، لكنه شدد على أن العائلات لن يهدأ لها بال حتى يتم الإفراج عن الـ 18 المتبقين وعودتهم إلى ديارهم. وأكد المنتدى عزمه مواصلة تنظيم وقفات احتجاجية أسبوعية، إلى حين استعادة جميع الجثامين، تنفيذاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار. كما أعلنت حركة حماس أنها ستسلم خلال ساعات جثتي رهينتين. وقالت الحركة في بيان عبر «تلغرام»، إنها ستقوم بتسليم جثتين لأسيرين من أسرى إسرائيل تم استخراجهما السبت في قطاع غزة.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة استلام 15 جثماناً لقتلى تم الإفراج عنها، أمس، من قبل إسرائيل، بواسطة منظمة الصليب الأحمر. وقالت «صحة غزة»، في بيان: «يرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين القتلى المستلمة إلى 135 جثماناً»، مؤكدة أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين، وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر. وأضافت أن بعض الجثامين تظهر عليها علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب للأعين، مشيرة إلى أنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية سبعة قتلى من قبل ذويهم.
في الأثناء أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إعادة فتح معبر رفح ستتم فقط بعد أن تسلم حركة حماس جثث جميع الرهائن القتلى، التي لا تزال في قطاع غزة. وقال المكتب في بيان: «أوعز رئيس الوزراء نتانياهو بإبقاء معبر رفح مغلقاً حتى إشعار آخر»، مضيفاً: «سيتم النظر في إعادة فتحه، وفقاً لكيفية وفاء حماس بالتزاماتها في إعادة الرهائن، وجثث القتلى، وتنفيذ الشروط المتفق عليها لوقف إطلاق النار».
وأعلنت السفارة الفلسطينية في مصر أن معبر رفح سيعاد فتحه، غداً الاثنين، أمام العائدين إلى غزة. وقال ناجي الناجي، المستشار الثقافي في السفارة: «عدد المسجلين للعودة إلى غزة كبير جداً، دون أن يذكر رقماً محدداً». وأضافت السفارة في بيان أن هذه الخطوة تأتي لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في مصر، والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر.
وأكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، خلال زيارة غزة، أمس، أن إدخال المساعدات الطارئة وتقديم الخدمات الأساسية في القطاع مهمة هائلة. وقال فليتشر في حي الشيخ رضوان: «جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت أغلبية هذه المباني لا تزال قائمة، أما الآن فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول إلى ركام.
لدينا الآن خطة ضخمة، مدتها 60 يوماً لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يومياً، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس». وقال فليتشر: «إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أمامه مهمة هائلة، لكننا مدينون بذلك للناس هنا الذين عانوا الكثير، هناك عمل هائل يتعين القيام به».
كما قالت حركة فتح، إنه في ضوء التصريحات الأخيرة الصادرة عن القيادي في حركة حماس محمد نزال، التي كشفت بوضوح طبيعة توجهات الحركة ومقاربتها للمرحلة المقبلة، نؤكد أن مثل هذه المواقف تدلل مجدداً على أن حماس ما زالت تقدم مصالحها الفئوية الضيقة ووجودها التنظيمي على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وتضحياته.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، عبد الفتاح دولة، قوله في بيان: «بعد عامين من الإبادة والدمار والتهجير، التي طالت أبناء شعبنا في قطاع غزة، كان الأجدر بحركة حماس أن تنحاز إلى إرادة شعبها ومصالحه العليا، لا أن تواصل إدارة الظهر للواقع المأساوي».
وأكد رفض حركة فتح القاطع لأي حلول جزئية أو صيغ تكرس الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، أو تمنح إسرائيل أوراقاً مجانية عبر العودة إلى الحديث عن هدنة طويلة الأمد، لأن مثل هذه الطروحات تمس جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، وتستبدل الحل السياسي الشامل القائم على الشرعية الدولية، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، بمشاريع إدارة محلية. وشدد على أن حركة فتح ترى أن الطريق الوحيد لإنهاء المأساة الوطنية هي عودة قطاع غزة إلى الشرعية الوطنية الفلسطينية، ووقف كل محاولات تفكيك الهوية الجامعة لشعبنا.
سياسياً يبدأ جي. دي. فانس، نائب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، زيارة لإسرائيل، غداً الاثنين، وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت، أن زيارة ويتكوف وفانس تأتي في إطار الجهود الأمريكية الرامية إلى ضمان استمرار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتأمين إطلاق سراح باقي الرهائن. وسيناقش فانس أيضاً التقدم صوب تطبيق المرحلة الثانية من خطة السلام، التي وضعها ترامب، والتي تتعلق بنزع سلاح حركة حماس وإنشاء سلطة بديلة لإدارة غزة، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
هجوم
ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة انتشال جثث تسعة فلسطينيين قال إنهم قتلوا في هجوم استهدف حافلة، أول من أمس، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أطلق النار على مركبة تجاوزت ما يُعرف بالخط الأصفر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إنه بعد التنسيق مع مكتب الصليب الأحمر طواقم الدفاع المدني تتمكن من انتشال 9 قتلى نتيجة استهداف إسرائيل باصاً للنازحين شرق حي الزيتون. وأوضح بصل أن الضحايا، وجميعهم من عائلة شعبان وبينهم أطفال قُتلوا بينما كانوا يحاولون التحقق من حالة منزلهم بعد القصف الإسرائيلي خلال الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه رصد مركبة مشبوهة تتجاوز الخط الأصفر، في إشارة إلى خط انسحاب القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة. وأوضح البيان أنه بعد إطلاق طلقات تحذيرية، أطلق الجنود النار لإزالة التهديد، مشيراً إلى أن العملية تمت وفقاً لبنود الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحركة حماس.
إدانة
وأدان مركز غزة لحقوق الإنسان بأشد العبارات استمرار إسرائيل في شن هجمات على قطاع غزة، التي كان أحدثها استهداف مركبة، وقتل 11 مدنياً من عائلة واحدة، في انتهاك واضح وصريح لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر، متعاملاً معه وكأنه غير موجود، على حد قوله.
وقال المركز في بيان، أورده المركز الفلسطيني للإعلام، إنه وثق 129 حادثة قصف وإطلاق نار، ارتكبتها القوات الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل 34 فلسطينياً، وإصابة 122 آخرين، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، كان أفظعها المجزرة المروعة، التي ارتكبتها إسرائيل، أول من أمس، في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حين استهدفت مركبة مدنية تقل أفراد عائلة شعبان، بعد أن تقدمت نحو شرق المدينة.
مهمة
وفي إطار مراقبة عملية السلام في غزة أعلنت وزارة الدفاع في برلين أن الجيش الألماني سوف يرسل ثلاثة جنود إلى جنوب إسرائيل.
وذكرت الوزارة أنه سيُجرى خلال الأسبوع المقبل إرسال ضابطين من هيئة الأركان، بالإضافة إلى برجيدير جنرال في المرحلة الأولى، مشيرة إلى أن الجنود الثلاثة سيعملون جميعاً بزيهم العسكري، ولكن دون أسلحة، وذلك داخل مركز التنسيق المدني - العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة، ووفقاً لتقارير إعلامية أمريكية فإن المركز هو وحدة عسكرية قيد الإنشاء، وسيتمركز في جنوب إسرائيل بالقرب من قطاع غزة.
ووفقاً لوزارة الدفاع الألمانية تشمل مهمة المركز مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وإزالة مخلفات الحرب، وتنسيق المساعدات الإنسانية.
وبحسب الوزارة يتولى المركز تنسيق دمج وتدريب وتقديم الدعم اللوجستي للقوة الدولية المقترحة لاستقرار الأوضاع في قطاع غزة (القوة الدولية للاستقرار)، والتي نصت عليها خطة السلام المكونة من 20 بنداً، والتي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت وزارة الدفاع الألمانية أن الوحدة بدأت عملها بالفعل، وأن إرسال جنود ألمان إليها لا يحتاج إلى تفويض خاص من البرلمان، نظراً لعدم مشاركتهم في أي عمليات قتالية مباشرة. وأضافت الوزارة في بيان: «شركاؤنا أيضاً تعهدوا بالمشاركة في مركز التنسيق».
كما أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بأن أكثر من 8000 معلم لديها على استعداد لمساعدة الأطفال على العودة إلى التعلم، واستئناف تعليمهم في قطاع غزة. وقالت الأونروا، في بيان، إنها أكبر منظمة إنسانية في غزة، ويجب السماح لها بالقيام بعملها دون عوائق. وأشارت إلى أن الأطفال في غزة لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس لفترة طويلة جداً.