رغم ما جرى من تغيير في قوائم الأسرى الفلسطينيين، واستثناء العشرات منهم من الإفراجات، ظل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة «حماس» وإسرائيل صامداً، بينما في الضفة الغربية وتل أبيب ينتظر الجميع تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق وخصوصاً تبادل الأسرى، وحتى إن ظهرت مخاوف من انهيار الاتفاق، إلا أنه وفق مراقبين، ليس هناك ما يدعو للقلق من عودة الحرب، فالمفاوضات لتطبيق المرحلة الثانية ستبدأ في الأيام المقبلة، وفور إتمام عملية تبادل الأسرى، وهي مرحلة بالغة الأهمية، بحسبانها تنص على نزع سلاح حركة «حماس»، وتدمير الأنفاق في قطاع غزة، ما رشح من معلومات لـ«البيان» أن مفاوضات المرحلة الثانية ستشمل: تعريف السلاح، وإن كان سيشمل فقط المنشآت التي فيها تصنيع السلاح، أم سيطال الأسلحة الفردية؟

ومن هي الجهة التي ستقوم بمهمة نزع السلاح؟ وما أثار المخاوف هو تلميح حركة «حماس» بأنها «لن تلقي سلاحها» وإن كانت الخطة الأمريكية، التي وافقت عليها الحركة، تنص على ذلك، وعليه فالتراجع عنها يعني التوقف عن تنفيذ الاتفاق، وعودة الحرب بشكل أو بآخر، وهو ما لا تريده حركة حماس، وربما لا تستطيع العودة إليه، فهل تعود الحرب؟

الإجابة يوفرها مؤتمر شرم الشيخ، الذي من وجهة نظر مراقبين، سيجيب عن تساؤلات وهواجس الغزيين، حول إن كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيظل ضامناً لوقف الحرب وسلام غزة، أم أن الاتفاق ربما ينهار بفعل سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومراوغته، حيال الصفقة المبرمة.

وفي الأوساط السياسية، يرى المحلل السياسي محمـد دراغمة، أن المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية إن نجحت، فهذا يؤشر على أن باقي المراحل ستنجح بما فيها نزع السلاح وحكم غزة وغيرها، موضحاً أن حركة «حماس» لا تريد للحرب أن تعود، وهناك تعهدات من الأطراف الراعية بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيظل صامداً، طالما التزم الجانبان ببنود الخطة الأمريكية.

وتابع: «الخلافات تظهر فقط في الآليات التنفيذية، وخصوصاً لجهة أعداد ونوعية الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، ولا يوجد ما يؤشر على إمكانية فشل هذه المرحلة، ولا تفاوض على الخطة، التفاوض فقط على تنفيذها».

وأكد أن قمة شرم الشيخ تفتح الباب مشرعاً أمام إمكانية تحويل السلام المؤقت في قطاع غزة، إلى سلام شامل ودائم يعم أرجاء المنطقة برمتها، لكن الأجواء محفوفة بالريبة والقلق، وخصوصاً بعد أن نشرت إسرائيل قائمة للأسرى المفرج عنهم، وقد خلت من «الأسماء التي تحرص حماس عليها».

وبينما انشغلت إسرائيل ومثلها «حماس» في إعداد قوائم المفرج عنهم من الجانبين بموجب صفقة التبادل، تستعد قوة أمريكية مكونة من 200 جندي، للانتشار في تل أبيب، وقد تصل إلى غزة، لمراقبة المجريات على الأرض، والإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك تنظيم تدفق المساعدات الإغاثية للسكان، و«توفير الأمن» في سائر أرجاء قطاع غزة، وفق المعلن.