اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، عن شهود عيان قولهم، إن المستوطنين بقيادة بن غفير، اقتحموا باحات الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية.

ووفق الوكالة، حمل المستوطنون القرابين النباتية في البلدة القديمة بالقدس. وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تستغل الأعياد اليهودية، بهدف التصعيد في مدينة القدس، عبر تبرير الاقتحامات، وإغلاق منافذ المدينة المقدسة.

وعزلها عن محيطها، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ومنع دخول أبناء الشعب الفلسطيني لها، وقمع المصلين والمرابطين، والاعتداء عليهم، وتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين لاستباحة المكان، وأداء طقوسهم التلمودية، وفرض وجودهم داخل المسجد. وأظهرت تسجيلات مصورة، انتشرت على الشبكات الاجتماعية، بن غفير وهو يسير في الباحة، مصحوباً بمجموعة من المستوطنين.

وأدان الأردن بأشد العبارات، اقتحام بن غفير، واقتحامات المتطرفين، وممارساتهم الاستفزازية في المسجد الأقصى. وقالت وزارة الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الأردنية، إن ذلك يعتبر خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتصعيداً مداناً واستفزازاً غير مقبول، مشددة على أن لا سيادة لإسرائيل على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، فؤاد المجالي، رفض المملكة المطلق، وإدانتها الشديدة لمواصلة الاقتحامات المرفوضة من قبل بن غفير، وتسهيل الشرطة الإسرائيلية اقتحامات المتطرفين المتكررة للأقصى المبارك، باعتبارها انتهاكاً صارخاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، ومحاولة لتقسيمه زمانياً ومكانياً وتدنيساً لحرمته.

وحذر من عواقب استمرار الانتهاكات المستفزة واللا شرعية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مطالباً إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات، وجميع الممارسات الاستفزازية لمتطرفي الحكومة الإسرائيلية، التي تعد استمراراً لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الرامية إلى مواصلة التصعيد الخطير، والإجراءات الأحادية غير القانونية في الضفة الغربية، وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وجدد التأكيد أن المسجد الأقصى المبارك، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤونه، وتنظيم الدخول إليه.

موقف

كما نددت المملكة العربية السعودية باقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى، مستنكرة مواصلة الاعتداءات على حرمة المسجد الأقصى.

وأعربت وزارة الخارجية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، عن إدانة اقتحام مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى الشريف، بحماية من الشرطة الإسرائيلية، وطالبت المجتمع الدولي بمحاسبة السلطات الإسرائيلية على انتهاكاتها الخطيرة والمستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمدنيين الأبرياء في دولة فلسطين.

استفزاز

بدورها، نددت حركة حماس باقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى، معتبرة ذلك خطوة استفزازية متعمدة. وقالت في بيان: أقدم بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، على رأس مجموعات من المستوطنين، في خطوة استفزازية متعمّدة، تعكس عقلية حكومة إسرائيل، وتتعمد المسّ بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم.