اعتبر قياديون فلسطينيون أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، كانت مبيّتة، بينما كانت إسرائيل مأخوذة بدوافع الانتقام من أهل غزة، ودلل على ذلك الاستهداف العنيف للمدنيين العزل، وعرقلة المساعي السياسية في أكثر من مناسبة، بل وخرق الهدنة الوحيدة التي تحققت خلال الحرب في 19 يناير.
وأضافوا: خلافاً لما زعمته بالرد على هجوم 7 أكتوبر واستهداف حركة «حماس» وقادتها وترسانتها العسكرية، استهدفت كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، استغلت الأوضاع في قطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر، لشن حرب دموية، استهدفت خلالها النازحين بالقصف العنيف والحصار والتجويع، مشدداً: «كان موعد الانتخابات الإسرائيلية قريباً، وعادة ما يكون السباق الانتخابي الإسرائيلي بدماء فلسطينية».
وأبان أبو يوسف في تصريحات لـ«البيان» أن القيادة الفلسطينية كانت تدرك، منذ البداية، أن هذه الحرب ستكون مفتوحة على مصراعيها، ويمكن أن تطول، في ظل إمعان الجيش الإسرائيلي ومغالاته في سفك دماء المدنيين العزل في قطاع غزة، ومدى قسوة الغارات التي شاهدها العالم، لا سيما في الأيام الأولى للحرب.
ولفت أبو يوسف إلى أن إسرائيل، وخلافاً لما زعمته بالرد على هجوم 7 أكتوبر واستهداف حركة «حماس» وقادتها وترسانتها العسكرية، استهدفت كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإلا فماذا يعني قصف المنازل المأهولة فوق رؤوس ساكنيها والمواطنين الآمنين في مراكز النزوح والخيام، وتحويل المدارس والمساجد والمستشفيات إلى ركام؟وأضاف: غالبية ضحايا الحرب، الذين تجاوزوا الـ67 ألفاً، كانوا من الأطفال والنساء والمرضى والمسنين، وهذه شواهد دامغة على أن إسرائيل استهدفت المدنيين، وأوغلت في دماء الفلسطينيين، كما يدلل على ذلك العزلة الدولية التي فرضت على إسرائيل بفعل جرائمها في قطاع غزة.
وأشاد أبو يوسف بالجهود والمساعي السياسية، والمنابر الدولية، التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهو يئن تحت وطأة حرب دامية، مشدداً على أن أيام الحرب وإن طالت، إلا أنها ستنتهي.ولم يكن ينقص قطاع غزة الذي كان يعاني ويلات الحصار منذ أكثر من 17 عاماً، إلا أن يجد نفسه على خط حرب طاحنة، وضعت المنطقة برمتها على شفير حرب إقليمية.
وفي الإطار، اعتبر الأمين العام لحزب المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عاش أياماً ثقالاً، ولم يسبق أن عاش أصعب منها على مدار عامي الحرب، لكن وهج الاحتضان الدولي لقضيته، والذي عبّرت عنه سلسلة الاعترافات بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، أربكت إسرائيل وعزلتها، نظيرغيها ضد النازحين المجوعين في قطاع غزة.
وأضاف في حديث لـ«البيان»: «لم يهنأ الفلسطينيون في قطاع غزة بالراحة ولا الأمان طوال عامين، لم تتوقف فيهما الغارات العنيفة، والقصف بالصواريخ والطائرات الحربية والمسيّرات والمدافع الثقيلة، وما حدث في قطاع غزة، لم يعهده الشعب الفلسطيني حتى في نكبة العام 1948، خصوصاً لجهة المجاعة التي تفشت سريعاً، ومشاهد النزوح التي تكررت، والأهوال المرعبة وغير المسبوقة».
وتابع: «لقد دفع الناس في قطاع غزة، ثمن قرارهم البقاء في أرضهم، ورفض مخططات التهجير، فدمرت المنازل فوق رؤوسهم، وأصابهم الجوع والخوف، وباتوا اليوم ينتظرون معجزة لوقف الحرب».
