على مدار أكثر من 702 يوم من العطاء المتواصل، وضمن جهود الإمارات الإنسانية، قدمت عملية «الفارس الشهم 3» مساعدات لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة بتكلفة تجاوزت 1.8 مليار دولار.

وتجسد عملية الفارس الشهم 3 التي انطلقت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق بالقطاع في 5 نوفمبر 2023، التزام دولة الإمارات الراسخ بنهجها الإنساني في مد يد العون للمحتاجين والمتضررين، من خلال التعاون مع مؤسساتها الخيرية والإنسانية، إذ تعد دولة الإمارات من أكثر دول العالم تقديماً للمساعدات إلى قطاع غزة، التزاماً بتوجيهات القيادة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الأزمة الإنسانية، حيث أرسلت المساعدات الإنسانية والطبية جواً وبراً وبحراً.

وتتميز عملية الفارس الشهم بعمقها الإنساني وشمولها، حيث تجاوز عدد المستفيدين منها مئات الآلاف، مع إيصال المساعدات إلى الداخل الفلسطيني، عبر جسر جوي، وممرات برية، تم تأمينها، رغم التحديات اللوجستية والسياسية، كما تم نقل وإيواء عدد كبير من المصابين لتلقي العلاج في مستشفيات إماراتية، بإشراف طواقم طبية متخصصة.

وتعكس الجهود الإغاثية والمساهمات الكبيرة التي حققتها العملية، الدور الريادي للإمارات في ميدان العمل الإغاثي الدولي، من خلال حشد الجهود الإقليمية والدولية وترسيخ نهج العطاء للتخفيف من معاناة المتضررين في مناطق الأزمات.

إغاثة الأشقاء

ومنذ لحظات الحرب الأولى سارعت دولة الإمارات إلى إغاثة الأشقاء الفلسطينيين، حيث تعد من أوائل الدول التي استجابت للأزمة الإنسانية في غزة، وركزت جهودها على توفير الإغاثة العاجلة للأسر المتضررة، وللقطاعات الحيوية والصحية المهمة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3» كبرى العمليات الإغاثية في القطاع.

وبتدشين العملية، عملت الإمارات على تقديم الدعم للعائلات النازحة وإرسال المساعدات للوقوف بجانبهم، حيث أرسلت العديد من السفن المحملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والأساسية، وأدخلت آلاف الشاحنات إلى قطاع غزة ليتم توزيعها في مخيمات النازحين، حيث تحتوي على الخيام، والطرود الغذائية المتنوعة، وكسوة وملابس، وطحين، ومواد تنظيف، وتمور، ومستلزمات أساسية للعائلات، للتخفيف عنهم ومساندتهم في ظل الظروف الصعبة.

«طيور الخير»

وبلغ إجمالي عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية والإغاثية فوق قطاع غزة والتي نفذتها دولة الإمارات في إطار عمليات «طيور الخير» وضمن عملية «الفارس الشهم 3»، حتى الـ26 من أغسطس الماضي، 81 عملية إسقاط بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، بما يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته الإنسانية، ولا سيما في المناطق التي يتعذر الوصول إليها براً بسبب الأوضاع الأمنية.

وكانت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، قد أعلنت في 29 فبراير 2024 عن انطلاق عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات، وطائرات القوات الجوية لجمهورية مصر العربية، على شمالي قطاع غزة، حيث تم تنفيذ الإسقاط الأول بواسطة طواقم مشتركة من كلا البلدين، عبر 3 طائرات حملت على متنها نحو 36 طناً من المساعدات الغذائية والطبية، تمّ إنزالها على مناطق جباليا وبيت لاهيا.

ومنذ إطلاقها أكملت عمليات «طيور الخير» أضلاع مثلث طرق إيصال المساعدات الإماراتية إلى قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، وقد كان لهذا التنوع أثر بارز في أن تشكل المساعدات الإماراتية نسبة 44% من مجمل المساعدات الدولية إلى قطاع غزة حتى الآن، وذلك وفقاً للتقارير الأممية.

وأسهمت عملية «طيور الخير» في تسريع وصول المساعدات العاجلة للمحتاجين في قطاع غزة، والتي يتم إنزالها بواسطة صناديق مخصصة مزودة بتقنية للتوجيه بنظام «GPS»، بهدف إيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات المناسبة.

دعم

وتواصل فرق عملية «الفارس الشهم 3» التطوعية حملات توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في مختلف المحافظات ومراكز الإيواء، مقدمة مساعدات إنسانية شملت توزيع خيام الإيواء، والملابس والكسوة الشتوية والطرود المتنوعة الغذائية والصحية ومنها أيضاً الطرود التي تحتوي على مستلزمات الأطفال الأساسية.

ولم تتوانَ الإمارات في تقديم المساعدات الطارئة للبلديات والهيئات المحلية في قطاع غزة، حيث قدمت مجموعة من صهاريج نقل المياه وأخرى للصرف الصحي، ومعدات أساسية للبلديات، وأنشأت العديد من محطات تحلية المياه لإمداد القطاع بكميات كافية من المياه.

مبادرات صحية

وقدمت دولة الإمارات ضمن مبادراتها في دعم سكان غزة مبادرة الأطراف الصناعية ضمن عملية «الفارس الشهم 3» لمساعدة المصابين وتلبية لاحتياجات مبتوري الأطراف جراء الحرب في قطاع غزة. وتهدف المبادرة إلى توفير أطراف صناعية متطورة لهذه الحالات، ما يسهم في تحسين حياة المتضررين وتمكينهم من استعادة بعض من قدرتهم على الحركة والاعتماد على أنفسهم، كما تشمل المبادرة توفير الدعم النفسي والتأهيل الطبي، ما يساعد المستفيدين على التأقلم مع وضعهم الجديد.

مستلزمات

ولعبت الإمارات دوراً محورياً في دعم القطاع الصحي المتضرر في غزة، والمستشفيات التي توقفت معظمها عن الخدمة، حيث قدمت آلاف الأطنان من المساعدات الطبية، بما في ذلك الأدوية والإسعافات والمستلزمات والأجهزة الطبية، إلى جانب الإسهام في إعادة تأهيل وتوسعة المستشفيات والمراكز الصحية التي تضررت خلال الحرب.

وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، أطلقت دولة الإمارات مبادرة لإجلاء الأطفال والمرضى المصابين بالسرطان من قطاع غزة إلى الإمارات، بهدف توفير العلاج الطبي المتخصص لهم؛ حيث يشمل الدعم تغطية تكاليف العلاج وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى الرعاية الصحية للتخفيف من معاناتهم، وخاصة في ظل نقص الإمكانات الطبية.

استجابة

كما أطلقت دولة الإمارات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها لتقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصاً الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها.

وتوفر الحملة التي تنفذ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ويونيسيف وأونروا، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات، لمنع تفشي المرض في القطاع.

مستشفيات

ومنذ اندلاع التصعيد في غزة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، لم تتوقف جهود الإمارات على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين، وإيجاد أفق للسلام الشامل، إلى جانب تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي غزة، ورعاية الجرحى والمرضى من خلال المستشفى الإماراتي الميداني الذي تم إنشاؤه في جنوبي غزة بإشراف فريق طبي إماراتي بسعة 200 سرير، يضم أكثر من 100 من الأطباء والممرضين وصيادلة وفنيي مختبر، ما ساهم في معالجة آلاف الحالات منذ افتتاحه في 2 ديسمبر 2023، كما دشنت الدولة مستشفى عائماً قبالة ساحل مدينة العريش، يضم 100 سرير باشر في 26 فبراير 2024 تقديم الخدمات الطبية، حيث استقبل هو الآخر آلاف الحالات المرضية.

منح

وفي أكتوبر عام 2023، قدمت الإمارات مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون.

وفي فبراير 2024 أعلنت الإمارات تخصيص 5 ملايين دولار لدعم جهود سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

وبتوجيهات القيادة الرشيدة، أعلنت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، تقديم منحة بقيمة 43 مليون درهم «11.7 مليون دولار»، لتوفير الدعم الغذائي المباشر لسكان غزة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.

مخصصات

وبحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة الخارجية، فقد خصصت دولة الإمارات 15 مليون دولار دعماً لـ«صندوق أمالثيا» الذي أعلنت عنه قبرص بهدف دعم مبادرة الممر البحري بين قبرص وقطاع غزة، ورفع مستوى تدفق المساعدات الإنسانية، وتوفير طرق وأدوات تمويل مرنة لتعزيز الاستجابة لاحتياجات السكان في غزة.

كما عملت دولة الإمارات بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجمهورية قبرص والأمم المتحدة وعدد من الجهات الدولية المانحة على إيصال أكثر من 2176 طناً من الإمدادات الغذائية بحراً إلى قطاع غزة وبالشراكة مع الوكالة الأمريكية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى «أنيرا».

واستكملت دولة الإمارات ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي، وفي سابقة تاريخية، توصيل 300 طن من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة عن طريق البحر وإيصالها إلى شمالي القطاع.

وأرسلت دولة الإمارات عدداً من المخابز الأوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص، كما توفر الطحين لعشرات المخابز القائمة في غزة لتوفير الاحتياجات اليومية للسكان.

إنترنت فضائي

كما عملت الدولة على توفير خدمــة «ســتارلينك» فــي المستشــفى الميدانــي لتقديــم الاستشــارات الطبية العاجلة من خلال تقنية الاتصال المرئي في الوقت الفعلي. كما أطلقت الدولة حملــة «تراحــم مــن أجــل غــزة» لجمــع سلال المســاعدات الإنســانية، وتــم جمع أكثر من 71 ألف سلة، بمشاركة 24 ألف متطوع، و20 مؤسسة إنسانية.

ونفذت المؤسسات والجمعيات الخيرية الإماراتية العديد من المبادرات والمشاريع، شملت حفر آبار مياه، وتقديم شاحنات محملة بالطحين، لإعادة تشغيل المخابز المتوقفة عن العمل.

كما قامت بتوزيع حقائب مدرسية للطلبة، ضمن مبادرة لدعم التعليم في غزة، فضلاً عن دعم تكيات الطعام في مخيمات النزوح لمواجهة أزمة الجوع في قطاع غزة.

كما تم تنفيذ خطة «إسعاف الكارثة المائية»، تم بموجبها إصلاح وتشغيل الآبار المركزية المتوقفة في جميع محافظات قطاع غزة.