أكد السفير الألماني بالقاهرة، يورجن شولتس، أن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل انطلاقاً من خصوصية العلاقات والدور التاريخي لألمانيا في ضمان أمنها.

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا الدعم لا يعني تأييد ألمانيا لكل ما تقوم به إسرائيل.

أوضح السفير شولتس، خلال مؤتمر صحفي، أن ألمانيا "تقدم النقد للجانب الإسرائيلي، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون في غزة، حيث تحول الوضع هناك إلى جحيم وكابوس على الأرض".

وشدد على أن برلين تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، "ولكن بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني".

أكد السفير أن الحكومة الألمانية الجديدة، التي تولت مهامها في مارس الماضي، اتخذت مواقف "أكثر انتقاداً تجاه إسرائيل"، خصوصاً بعد المعاناة الكبيرة للمدنيين الفلسطينيين، وهو ما أيّده المستشار الألماني ميرتس.

وأشار إلى أن بلاده تدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، ليس فقط بالتصريحات، بل من خلال تقديم الدعم المالي والمشورة، حيث وصلت المساعدات الألمانية المقدمة إلى غزة والسلطة الفلسطينية نحو 300 مليون يورو.

أشاد السفير الألماني بالدور المصري في القضية الفلسطينية، واصفاً إياه بـ "المسؤول والذكي"، وثمّن جهود القاهرة في ملف الوساطة مع الولايات المتحدة وقطر، ودورها في المصالحة بين حركتي فتح وحماس، فضلاً عن المساعدات الإنسانية وخطة إعادة الإعمار التي طرحتها، والتي تشكل حالياً أساس المفاوضات لوقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين، أوضح شولتس أن ألمانيا مقتنعة بأن الهدف النهائي هو الوصول إلى اعتراف بدولة فلسطينية، لكنه أكد أن الاعتراف الآن "لن يغير من واقع ما يحدث شيئاً"، وأن الأهم هو تحديد شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية عبر مفاوضات تنتهي إلى حل الدولتين، مشدداً على أنه "لا بد أن يعيش الشعب الفلسطيني إلى جانب الشعب الإسرائيلي في سلام".

وبشأن الملف الإيراني، أشار السفير إلى أن تفعيل "آلية الزناد" الأسبوع الماضي يعيد فرض العقوبات المنصوص عليها في اتفاق 2015، وتشمل حظر الأسلحة والقيود على التصدير والاستيراد في القطاعات النووية.

وأكد شولتس أن ألمانيا، التي كانت جزءاً من الاتفاق النووي، ما زالت تمد يدها إلى الجانب الإيراني، على أمل الوصول إلى حلول سلمية رغم "خطورة الوضع حالياً".