توغلت القوات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة، أمس. وقال الدفاع المدني في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات في أنحاء متفرقة من القطاع. وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بارتقاء 40 فلسطينياً بينهم 9 أطفال و6 نساء على الأقل، جراء مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين في منطقة سوق فراس شرق مدينة غزة.
وأشار الدفاع المدني، إلى عدة عمليات قصف وتفجيرات نفذها الجيش الإسرائيلي خلال ليل الثلاثاء الأربعاء، ركزت بشكل رئيسي على مدينة غزة، وكذلك في جنوب القطاع بين رفح وخان يونس.
وفي مدينة غزة، قتل وأصيب العشرات في 3 غارات جوية استهدفت مستودعاً تابعاً للبلدية وخياماً تؤوي نازحين في سوق فراس بوسط المدينة. وأظهرت لقطات لوكالة الصحافة الفرنسية، بعد الهجوم مشهد دمار واسعاً، حيث كان الفلسطينيون يمشطون أكوام الركام بحثاً عن أثر للحياة، بينما حمل رجلان جثماناً ملفوفاً ببطانيات ممزقة.
بدورها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن امرأة تبلغ من العمر أكثر من مئة عام نزحت قسراً إلى جنوب قطاع غزة.
وقالت الأونروا، في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك»، إن المرأة اسمها جازية وهي تتمنى أن يعيش أطفال ابنها في سلام وأمان. ونقلت الأونروا عن جازية تفاصيل عن رحلة نزوحها حيث قالت: «كنت جالسة على كرسي معدني متحرك على طول طريق مدمر، وكل متر عبرته يترك بصمته على جسدي الضعيف».
إلى ذلك، حذرت جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في مدينة غزة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على المدينة وتقييد حركة السكان تحت الحصار.
وقال بسام زقوت، مدير الجمعية، إن انقطاع الإمدادات الطبية والوقود التي كانت تصل من جنوب القطاع إلى مدينة غزة أدى إلى تفاقم الأزمة، لافتاً إلى أن عدداً من المستشفيات خرج عن الخدمة بشكل كامل، من بينها مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون، إضافة إلى تدمير 8 مراكز صحية من ضمنها مركز الإغاثة الطبية الفلسطينية في منطقة السامر، الذي يعد من أكبر المرافق المساندة للمستشفيات في مجال الفحوصات المخبرية.
وأضاف زقوت، أن الطواقم الطبية تواجه خطراً كبيراً أثناء التنقل بين منازلها والمشافي، ما يضطرها للبقاء داخل المستشفيات لأيام متواصلة.
وأوضح أن تقدم القوات الإسرائيلية نحو مدينة غزة وإجبار الأهالي على النزوح جعل العمل الطبي بالغ الصعوبة، مؤكداً أن المستشفيات تستمر في تقديم الخدمات حتى اللحظة الأخيرة قبل أن يتم إخلاؤها قسراً من قبل الجيش الإسرائيلي. وأشار إلى أن خيار البقاء في غزة أو النزوح لم يكن متاحاً، حيث جرى تهجير السكان قسراً تحت تهديد القصف والقتل، مضيفاً أن عدداً من الكوادر الطبية اضطروا للنزوح إلى الجنوب بعد إفراغ مناطقهم من السكان.