مع بدء العد التنازلي لإقدام عدد من عواصم الغرب على الاعتراف بدولة فلسطينية، شددت الأمم المتحدة على ضرورة ألا يخشى العالم رد فعل إسرائيل على الخطوة، وفيما أعلنت البرتغال نيتها الاعتراف اليوم الأحد، منعت باريس رفع الأعلام الفلسطينية على المباني العامة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: إن على العالم ألا يخشى ردود الفعل الإسرائيلية على الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن إسرائيل تواصل سياسة تقضي بتدمير قطاع غزة وضم الضفة الغربية، وأضاف: ينبغي ألا نخشى رد الفعل الانتقامي، لأنه سواء قمنا بما نقوم به أم لا، هذه الإجراءات ستستمر، وعلى الأقل هناك فرصة لحشد المجتمع الدولي من أجل ممارسة الضغط لمنع حدوث ذلك، موضحاً أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في إجراءاتها بهدف تدمير غزة بالكامل الآن، وتحقيق ضم تدريجي للضفة الغربية.

ورأى غوتيريش أنه أياً كانت الذريعة التي تستخدمها إسرائيل لتبرير سياستها في الأراضي الفلسطينية أو ضد عواصم تعلن دعمها لدولة فلسطينية، هناك عمل متواصل، مرحلة بعد مرحلة، تنفذه الحكومة الإسرائيلية حتى لا تسمح للفلسطينيين بأن تكون لهم دولة، مشيراً إلى أن من المهم أن يشعر الإسرائيليون بأنهم يزدادون عزلة لكي يحصل تغيير.

وأكد أن الحل الوحيد الممكن للنزاع هو حل الدولتين، مع قيام دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بسلام، معتبراً أن الاعتراف الذي تنوي عدد من الدول القيام به رمز في غاية الأهمية.

اعتراف وترحيب

وأعلنت وزارة الخارجية البرتغالية، أن البرتغال ستعترف رسمياً، اليوم الأحد، بدولة فلسطين، قبيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى الفور، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بقرار البرتغال الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة أنه قرار شجاع ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويدعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام وتطبيق حل الدولتين.

وقالت الوزارة، في بيان، إنها إذ تشكر الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، فإنها تطالب الدول التي لم تعترف بعد بالمبادرة للاعتراف بدولة فلسطين حماية لحل الدولتين.

كما رحبت مصر بإعلان البرتغال اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرة ذلك خطوة تاريخية تعكس الدعم الدولي المتزايد لحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن هذه الخطوة تبرهن على عدالة القضية الفلسطينية وتبرز الحرص الدولي على رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، مجددة تمسك مصر بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار، داعية الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى اتخاذ هذه الخطوة.

بدورها، أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، أن مؤتمر حل الدولتين في نيويورك قد يسهم في زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشأن حرب غزة.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية السابقة في تصريحات لإذاعة دويتشلاند فونك الألمانية، إن العديد من الدول ستعبر خلال المؤتمر عن رفضها للانتهاكات المتكررة للقانون الدولي، مثل منع الحكومة الإسرائيلية دخول بضائع إغاثة أو مساعدات إنسانية إلى غزة، أو الهجمات المستمرة على مناطق مدنية. وأكدت بيربوك أنه حال واصل المجتمع الدولي جهوده بشكل منسق ومارس المزيد من الضغط، فمن الممكن تحقيق تقدم ملموس.

وأكدت بيربوك أن الاعتراف وحده لا يكفي، قائلة: العالم ليس بهذه البساطة، لكنها اعتبرت أن المطالب التي أيدتها 142 دولة عضوة في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، والداعية إلى إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، تمثل خطوة محورية.

منع أعلام

في السياق، منعت وزارة الداخلية الفرنسية، رفع الأعلام الفلسطينية على المباني العامة قبيل اعتراف باريس بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة الاثنين المقبل.

وأصدرت وزارة الداخلية الفرنسية، تعليمات إلى المحافظين بعدم السماح برفع الأعلام الفلسطينية على مباني البلديات وغيرها من المباني العامة يوم الاثنين، وذلك بعد أن اقترح رئيس الحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، هذه الخطوة تضامناً مع فلسطين. وجاء في التعميم أن مبدأ حياد الخدمة العامة يمنع هذه الممارسات، وشدد التعميم على ضرورة قيام المحافظين بإحالة أي قرار لرؤساء البلديات بهذا الخصوص إلى القضاء الإداري.