أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطلعه إلى إيجاد حل لسكان قطاع غزة، الذين يتضورون جوعاً. فيما أبلغ المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وسطاء بأن واشنطن لا تعتزم إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة، في ظل إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على رفض هذا الخيار.
وأضاف ترامب للصحافيين، في ختام جولته الخليجية «نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة.. الكثير من الناس يتضورون جوعاً». وأشار في تصريحات لاحقة، إلى أن أموراً جيدة كثيرة ستحدث بشأن غزة خلال الشهر المقبل.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إنه منفتح على أي أفكار جديدة لإدخال المساعدات إلى غزة، بعدما وُجّهت انتقادات حادة إلى خطة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، معرباً عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في القطاع.
وقال روبيو للصحافيين في تركيا «نحن منفتحون على بديل، إذا كان لدى أحد طرح أفضل، نحن ندعم كل المساعدات التي يمكننا توفيرها، على ألا تسرقها حماس من الناس» وفق قوله.
مساعدات إنسانية
بدورها، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية -وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة- في وقت سابق ، أنها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات في غزة. وتخطط المؤسسة لتوزيع نحو 300 مليون وجبة، خلال فترة أولية مدتها 90 يوماً.
ولا يُعرف الكثير عن هذه المؤسسة المسجل مقرها الرئيس منذ فبراير الماضي في جنيف، لكن الولايات المتحدة أيدت الأسبوع الماضي هذه المؤسسة، من دون أن تكشف عما إذا كانت تسهم فيها مباشرة.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أنها لن تشارك مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع مساعدات بغزة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق «لقد قلت بوضوح، إننا نشارك في عمليات تقديم مساعدات تتوافق مع مبادئنا الأساسية، وقلنا مراراً إن خطة التوزيع هذه لا تتماشى مع مبادئنا الأساسية، بما في ذلك مبادئ النزاهة والحيادية والاستقلالية، ولن نشارك في ذلك».
خطة أممية
وشدد حق على وجود «خطة لدى الأمم المتحدة، خطة ممتازة جاهزة للتطبيق، ما إن يسمح لنا بأداء عملنا»، مذكراً بأن شاحنات محملة 171 طناً من الأغذية، تنتظر السماح لها بدخول القطاع. وتمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس الماضي، دخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، والبالغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة، وذلك قبل أن تستأنف عملياتها العسكرية في القطاع في الـ 18 من الشهر ذاته.
تراجع المفاوضات
وأبلغ المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وسطاء بأن واشنطن لا تعتزم إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة، في ظل إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على رفض هذا الخيار.
وحسب ما أفاد به مسؤولان عربيان لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، كان الوسطاء القطريون والمصريون يأملون أن تتجه الولايات المتحدة نحو الضغط على إسرائيل، خاصة بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من مساعديه الكبار، عبّروا فيها عن رغبتهم في إنهاء الحرب، وذلك عقب إفراج حركة «حماس» يوم الاثنين عن الرهينة الأمريكي - الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وقد أبدى نتانياهو تمسكه بموافقة محدودة، تقتصر على هدنة مؤقتة مدتها نحو 45 يوماً، تبدأ بإفراج «حماس» عن نحو عشرة رهائن. وأكد خلال لقائه ويتكوف، أن إسرائيل مستعدة خلال هذه الفترة للدخول في مفاوضات بشأن إنهاء دائم للحرب، دون تقديم التزام مسبق بذلك، وفقاً لما نقله المسؤول العربي الأول.
لكن «حماس» رفضت هذا المقترح رفضاً قاطعاً، مشيرة إلى أنها وافقت سابقاً على إطلاق سراح رهائن، في إطار اتفاق هدنة أبرم في يناير، وكان من المفترض أن تعقبه مفاوضات إسرائيلية حول إنهاء الحرب بشكل دائم. غير أن نتانياهو رفض حينها الدخول في تلك المحادثات، واستأنف الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة في 18 مارس.
اتساع الفجوة
وأكدت مصادر أن الفجوة لا تزال كبيرة بين الطرفين، لكن الوسطاء الأمريكيين والقطريين والمصريين، يواصلون محاولاتهم لدفع الجانبين نحو التوصل إلى تسوية خلال الأيام المقبلة.
وقد هددت إسرائيل بشن عملية عسكرية كبرى، لإعادة احتلال غزة بالكامل، في حال لم تقبل «حماس» مقترحها بوقف إطلاق نار مؤقت، قبل انتهاء زيارة ترامب للمنطقة. لكن الوسطاء العرب يأملون أن تتمكن واشنطن من إقناع إسرائيل بتأجيل تلك العملية لبضعة أيام إضافية.