عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحديث عن فكرته المتعلقة بامتلاك قطاع غزة. وبعدما تحدث سابقاً عن تحويل القطاع إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» عرض، أمس، في الدوحة، فكرة تحويله إلى «منطقة حرة».

وقال ترامب خلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في الدوحة مع كبار المسؤولين القطريين: «إذا لزم الأمر، أعتقد أنني سأكون فخوراً بامتلاك الولايات المتحدة للقطاع، واستلامه، وتحويله إلى منطقة حرة. لندع بعض الأمور الجيدة تحدث، ولنعيد الناس إلى منازلهم حيث يمكنهم أن يكونوا آمنين، ويجب التعامل مع موضوع حماس».

أفكار جيدة

وقال ترامب: «نحن نعمل بجد على موضوع غزة. غزة أرض للموت والدمار منذ سنوات طويلة. وكما تعلمون، لدي أفكار بشأن غزة أعتقد أنها جيدة جداً: جعلها منطقة حرة، والسماح للولايات المتحدة بالتدخل وجعلها منطقة حرة، منطقة حرة حقيقية».

وتابع الرئيس الأمريكي: «لم يتم حل مشكلة غزة قط، وإذا نظرتم إليها، لدي لقطات جوية، أعني أنه لا يوجد أي مبنى قائم تقريباً. يعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة، وهو أمر غير مقبول، إنه موت هائل. وأريد أن أراها منطقة حرة».

مبادرة شاملة

يأتي هذا فيما كشفت القناة العبرية «12» عن تفاصيل خطة جديدة قدمها الموفد الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف خلال زيارته إلى الدوحة، تهدف للتوصل إلى تسوية شاملة في غزة. وتضمنت الخطة الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، ووقفاً شاملاً للقتال، إضافة إلى تخلي «حماس» عن الحكم في القطاع.

وقالت القناة إن «حماس» بعثت بإشارات إيجابية تجاه المبادرة، في حين أبدى الوسطاء، وبينهم قطر ومصر، موافقة أولية على مضمون الخطة. ووصفت القناة التحرك الأمريكي بأنه جدي ويستهدف إنهاء الحرب وإعادة ترتيب الأوضاع السياسية والأمنية في غزة ضمن تسوية متكاملة.

في المقابل، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متمسكاً بموقفه الداعي إلى صفقة جزئية تقتصر على الإفراج عن بعض الأسرى، من دون وقف القتال أو التطرق إلى مستقبل غزة السياسي.

ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن واشنطن أوضحت لجميع الأطراف أن من يرفض الانضمام إلى المبادرة «سيخسر كثيراً»، في إشارة إلى ضغوط أمريكية متزايدة تمارس على حكومة نتانياهو المتطرفة لدفعها نحو القبول بالخطة.

الحرب الدائمة

وقال مسؤول إسرائيلي وآخر عربي إن إصرار نتانياهو على خيار الحرب الدائمة في غزة، يضعف فرص نجاح المفاوضات التي تجرى في الدوحة. واستؤنفت المفاوضات في الدوحة، الأربعاء، بتفاؤل من الوسطاء الأمريكيين عقب إطلاق حركة حماس سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

إلا أن المسؤولين قالا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن رفض نتانياهو أي مقترحات تلزم إسرائيل بإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم، يحد بشكل كبير من فرص التوصل إلى الاتفاق.

ومع ذلك، قال المسؤول الإسرائيلي إن ويتكوف يضغط بشدة على كل من إسرائيل و«حماس» للتوصل إلى حل وسط، وسيلتزم بهذا الضغط حتى نهاية رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط، الجمعة، على الأقل.

وأضاف المسؤول أن المفاوضات قد يسمح بتمديدها إذا ظلت جوهرية، لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت.