لم تكتفِ إسرائيل بسيل غاراتها المنهمر على رؤوس سكان غزة كل ساعة، فقد تسبب إغلاقها للمعابر ومنع دخولها المساعدات الإنسانية إلى الإعلان عن القطاع «خالٍ من الطعام»، إذ نفد كل شيء وأصبح المدنيون أمام شبح الجوع.
وفيما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه يضغط على إسرائيل لإدخال المزيد من الغذاء والدواء، رفع القصف الإسرائيلي أعداد القتلى إلى 78 في 24 ساعة، ما دفع مصر للمطالبة بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية. وقال برنامج الأغذية العالمي، أمس، إن مخزونه الغذائي في غزة نفد بسبب استمرار إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع.
وأضاف البرنامج في بيان: «استنفد برنامج الأغذية العالمي كل مخزوناته الغذائية المخصصة للأسر في غزة»، موضحاً أنه سلم الجمعة آخر ما تبقى من مخزوناته الغذائية إلى المطابخ التي تعد وجبات ساخنة في غزة. وتوقع البرنامج نفاد الطعام لدى هذه المطابخ تماماً في الأيام المقبلة.
مشيراً إلى أن غزة لم تدخلها أي إمدادات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من 7 أسابيع لأن جميع المعابر الحدودية الرئيسية لا تزال مغلقة، ليتعرض القطاع بذلك لأطول فترة إغلاق على الإطلاق. وحذر البرنامج، من أنه قد يضطر إلى وقف مساعداته الأساسية ما لم يتم إدخال المساعدات.
500.000 نازح
إلى ذلك، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، من عدم قدرتها على توزيع الإمدادات الغذائية الأساسية في قطاع غزة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات الإنسانية.
وقالت «أونروا» في بيان: «لم تدخل المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوماً حتى الآن.. نتيجة لذلك، فإن الإمدادات الإنسانية الحيوية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية واللقاحات للأطفال، تنفد سريعاً».
كما أعلنت «أونروا»، أن نحو نصف مليون شخص نزحوا مجدداً في قطاع غزة خلال الشهر الأخير، بفعل الأوامر المتعددة بالإخلاء التي أصدرتها القوات الإسرائيلية. وفي أول تعليق أمريكي، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإدخال المزيد من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة.
غارات وقتلى
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة، مقتل 78 فلسطينياً على الأقل خلال الساعات الـ 24 الماضية في القطاع، مضيفة: «لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم». وأعلن الدفاع المدني في غزة، مقتل 12 شخصاً في غارات إسرائيلية، أمس.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بأنه تم نقل 5 قتلى هم الأب والأم وهي حامل في شهرها السابع، وأطفالهما الثلاثة، في مجزرة جديدة إثر استهداف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس في جنوب القطاع بغارة جوية إسرائيلية.
كما أعلن الدفاع المدني، العثور على 11 جثة إضافية في منزل قصفته إسرائيل أول من أمس، في جباليا شمال القطاع، ما يرفع حصيلة قتلى الضربة إلى 23.
كما قالت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، إنها ساعدت في إجلاء 115 شخصاً من غزة هذا الأسبوع وإنهم وصلوا بالفعل إلى فرنسا. وشددت الوزارة في الوقت نفسه، على أن فرنسا تظل تعارض التهجير القسري لسكان غزة.
موقف
سياسياً، طالب الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، رافضاً وبكل حزم أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم.وقال السيسي: «مصر تقف كما عهدها التاريخ سداً منيعاً أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية..
وتؤكد أن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم وفقاً للخطة العربية الإسلامية، دون أي شكل من أشكال التهجير، حفاظاً على الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وصوناً لأمننا القومى». وأضاف السيسي: «إننا نؤكد مجدداً أن السلام العادل والشامل، لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، فذلك وحده هو الضمان الحقيقي، لإنهاء دوائر العنف والانتقام، والتوصل إلى السلام الدائم».
