قُتل شخص وأُصيب أربعة آخرون بجروح في هجوم طعناً بسكين أمس، في مدينة حيفا، وصفته الشرطة الإسرائيلية بـ«الإرهابي»، في حين هدمت قوات إسرائيلية منازل وأخلت طريقاً عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.

ووقع الهجوم الذي لقي منفذه حتفه في محطة للحافلات في حيفا، بحسب الشرطة الإسرائيلية التي قالت إن المهاجم درزي من مدينة شفاعمرو في الشمال، مشيرة إلى أنه «أمضى الأشهر الأخيرة في الخارج وعاد إلى إسرائيل الأسبوع الماضي».

وتحدث جهاز «نجمة داوود الحمراء» في بيان مقتضب عن وفاة رجل وإصابة أربعة أشخاص، بينهم «ثلاثة في حالة حرجة».

هدم وإخلاء

في الأثناء، هدمت قوات إسرائيلية منازل وأخلت طريقاً واسعاً عبر مخيم نور شمس، في عملية مستمرة منذ أسابيع ضد الجماعات المسلحة أجبرت عشرات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم.

وصار مخيم نور شمس، الواقع بالقرب من مدينة طولكرم، أحدث مخيم يتم إخلاؤه فعلياً من السكان، بعد مخيم في مدينة جنين إلى الشرق، ومخيم منفصل داخل طولكرم. ويقول السكان إن الجرافات تكسح طريقاً واسعاً عبر المنطقة التي كانت تقع فيها المنازل من أجل تسهيل وصول المركبات العسكرية، في استمرار لواحدة من أكبر عمليات الاجتياح الإسرائيلية في الضفة منذ سنوات.

وقال نهاد الشاويش، رئيس لجنة خدمات مخيم نور شمس، إنه لم يتبق أحد من سكان المخيم البالغ عددهم نحو 13 ألف نسمة. وأضاف: «كان الباقون نحو 3000 في المخيم، اليوم هجروهم كلهم ولم يتبق أحد في المخيم».

وأفاد مسؤولو صحة فلسطينيون بأن 12 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في طولكرم خلال العملية.

يذكر أن قاطني المخيمات هم من أحفاد الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم في نكبة 1948، لكن كما حدث في جنين، فر السكان بالمتعلقات التي تمكنوا من حملها في أكياس تسوق وحقائب صغيرة في وقت هدمت جرافات إسرائيلية بنايات وكسحت طرقاً، ما ترك المخيم على حال تماثل الركام المنتشر في قطاع غزة.

وقال الشاويش: «وضع الناس صعب جداً.. الناس نازحة في أماكن النزوح. الناس خرجت من دون أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها». وأشار إلى أن العملية هي اختبار فيما يبدو للاستعداد لتحركات مماثلة في مخيمات لاجئين أخرى في الضفة.

وقال إن هذا المخطط يستهدف مخيمات الشمال، وإن ما يقومون به في جنين سينفذونه في طولكرم وغيرها.

وأثارت العملية في المخيم انتقادات دولية على نطاق واسع، وتأتي في وقت تتصاعد المخاوف بين الفلسطينيين من جهد منظم من إسرائيل لضم الضفة رسمياً.