شرعت القوات الإسرائيلية في عمليات هدم واسعة النطاق في مخيم نور شمس شمالي الضفة الغربية، مستخدمة الجرافات العسكرية لتدمير المنازل والمباني السكنية.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الجيش الإسرائيلي دفع أمس، بجرافاته الثقيلة إلى المخيم، وشرع في عملية هدم المنازل وتدمير ما يحيط بها، بدءاً من محيط مسجد أبي بكر الصديق، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
ويأتي هذا التصعيد بعد إنذار السكان قبل أيام بهدم 11 منزلاً، بذريعة شق طريق داخل المخيم، كما قامت القوات بمداهمة المنازل في حارة جبل النصر، وإجبار السكان على مغادرتها، في حين يشهد المخيم نزوحاً جماعياً منذ 21 يوماً، حيث نزح أكثر من 5500 شخص إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المناطق المجاورة.
وواصلت القوات الإسرائيلية عمليات مداهمة المنازل في حارة جبل النصر، استكمالاً للمداهمات التي نفذتها الليلة قبل الماضية، وإجبار سكانها على مغادرتها قسراً، وإمهالهم دقائق للمغادرة، وهي تطلق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم. ويأتي هذا التصعيد لليوم الـ33 على التوالي، مع انتشار مكثف للآليات العسكرية والجرافات، وتطبيق حصار على المخيم، وتحويل بعض المباني السكنية إلى ثكنات عسكرية. وشهد حركة نزوح كبيرة بين سكانه من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، تركزت في حارات المنشية والمسلخ وجبلي النصر والصالحين.
قلق أوروبي
وأعرب الاتحاد الأوروبي، أمس، عن قلقه البالغ إزاء تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية في شمالي الضفة الغربية. ووفقاً لبيان الاتحاد الأوروبي، فإن الهجوم الذي استمر 40 يوماً، والذي تركز بشكل أساسي في الأحياء الواقعة بمخيمات اللاجئين، أسفر عن سقوط العديد من القتلى، ونزوح نحو 40 ألف فلسطيني من منازلهم، وتدمير «البنية التحتية المدنية الحيوية».
ودعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى الامتثال للقانون الدولي، عبر ضمان حماية المدنيين في أثناء العمليات العسكرية، وتمكين النازحين من العودة الآمنة إلى منازلهم. كما شدد البيان على ضرورة أن تتخذ إسرائيل إجراءات حازمة بمواجهة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأعرب عن قلقه إزاء تزايد عدد الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة، والتي تقيد حرية التنقل هناك وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.
