أشاد عدد من أبناء الجالية السودانية المقيمين في دولة الإمارات بحزمة المبادرات الإنسانية التي وفرتها الإمارات لهم، والمتمثلة في منحهم مهلاً لتسوية أوضاع المخالفين لقانون الإقامة، وتكفّلها بسداد رسوم الإقامات المستحقة ومستحقات أبنائهم الدراسية والقيمة الإيجارية لمساكنهم، مؤكدين أن هذه المبادرة ليست غريبة على الإمارات، التي عُرفت بمواقفها النبيلة تجاه الأشقاء العرب، وخاصة الشعب السوداني.
وأكدوا أن الجهود التي بذلتها دولة الإمارات وتواصل تقديمها حتى اليوم، تعكس نهجها الإنساني الراسخ، وحرص قيادتها الرشيدة على تعزيز قيم التسامح والعطاء الإنساني، ودعم استقرار الأسر المقيمة على أرضها الطيبة.
تسامح
وأفاد المهندس عوض رحمة، رئيس النادي السوداني في عجمان، أن منح أبناء الجالية 3 مهل لتسوية أوضاع المخالفين لقانون الإقامة، فضلاً عن تكفل المؤسسات الإنسانية والخيرية بسداد رسوم إصدار الإقامة، تمثل صفحة جديدة من صفحات التسامح الإنساني التي تكتبها الإمارات في سجلها الحافل بالعطاء بأحرف من نور.
وأضاف: «تقدير الإمارات لأوضاع المقيمين، وخاصة ممن تعثرت ظروفهم، هو تعبير واضح عن قيمها الإنسانية الأصيلة، ونحن في النادي الاجتماعي السوداني لمسنا الأثر العميق لهذه المكرمة على مئات الأسر السودانية التي كانت تعيش في قلق بسبب المخالفات أو صعوبات تجديد الإقامة».
وأشار إلى أن دولة الإمارات قيادة وشعباً، منذ قيامها، ظلت نموذجاً في احتضان الجاليات وتوفير بيئة مستقرة وآمنة لجميع المقيمين، مؤكداً في الوقت نفسه، أن السودانيين المقيمين في الدولة يعدون الإمارات وطنهم الثاني.
فرص
من جانبه، أشاد المستشار مرتضى الزيلعي، نائب رئيس الجالية السودانية بإمارة الشارقة، بمبادرات الإمارات الإنسانية التي وصفها بأنها «باب أمل فتحته لكل من تعثرت ظروفه».
مشيراً إلى أن آلاف الأسر السودانية شعرت بالامتنان للدور الإنساني الذي تقدمه الإمارات لأبناء الجالية السودانية المقيمة في كافة مناطقها دون استثناء.
وقال: «كثير من المقيمين السودانيين ممن انتهت إقاماتهم أو تراكمت عليهم الرسوم الدراسية أو الإيجارية، وجدوا في المبادرات الخيرية التي نفذتها المؤسسات الإماراتية فرصة مهمة لترتيب أوضاعهم القانونية، واستعادة استقرارهم الأسري والوظيفي».
وأكد أن تكفل المؤسسات الإنسانية وعلى رأسها مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وجميعة الشارقة الخيرية، بسداد رسوم الإقامات لفئات مختلفة من أبناء الجالية السودانية ودفع مستحقاتهم الإيجارية، يعكس قمة الرحمة والمسؤولية الاجتماعية، ويرسخ حرص دولة الإمارات على دعم أشقائها السودانيين.
وأضاف أن الجالية السودانية ظلت تحظى برعاية خاصة في الإمارات، سواء من الجهات الرسمية أو من خلال المؤسسات الإنسانية الإماراتية التي لا تتأخر في تقديم المساعدات للمحتاجين، مؤكداً في الوقت نفسه، أن هذا النهج الإنساني يرسخ العلاقات الأخوية بين الشعبين، ويعكس صورة النموذج الإنساني لدولة الإمارات الذي يرتكز على التسامح والأخوة.
وقال عمر الحلاوي، أمين الثقافة والإعلام بالنادي الاجتماعي السوداني في أبوظبي، إن المبادرات الإماراتية تجاه المقيمين ليست وليدة اليوم، بل هي نهج أصيل في فكر القيادة الرشيدة.
وتابع: أقيم في دولة الإمارات منذ أكثر من 19 سنة، وطول تلك السنوات وإلى اليوم أشاهد كيف تتعامل الإمارات مع المقيمين بروح الأخوة والإنسانية.
مضيفاً إن الدعم الذي قدمته الجهات الإماراتية المعنية في منح المخالفين مهلة لتعديل أوضاعهم وتكفلها بسداد رسوم إصدار واستخراج الإقامة وبطاقة الهوية وسداد كافة الرسوم المرتبطة بها كرسوم الفحص الطبي وغيرها، ساعد آلاف السودانيين على تصحيح أوضاعهم.
وأوضح أن حزمة المبادرات الإنسانية، تأتي امتداداً لمسار طويل من التعاون الإنساني، من دعم الإمارات للمساعدات الإنسانية والإغاثية في السودان، إلى احتضانها مئات الآلاف من السودانيين الذين وجدوا فيها الاستقرار والعمل والكرامة.
مضيفاً إن مبادرات الإمارات بتسوية أوضاع السودانيين، تعكس توازن الإمارات بين الانضباط الإداري والرحمة الإنسانية، وهو ما جعلها وجهة مفضلة للملايين من المقيمين من مختلف الجنسيات.
سجل
وأكد محمد إبراهيم، أن الإمارات تبرهن مرة بعد أخرى على أنها دولة الإنسان أولاً، مشيراً إلى أن جهودها المتواصلة في دعم أبناء الجالية السودانية الذين لجؤوا إليها بعد اندلاع الحرب في السودان، تضاف إلى سجل طويل من المبادرات الإنسانية.
وقال في كل مرة تمر فيها جمهورية السودان بظروف صعبة، نجد أن الإمارات تمد يد العون بسخاء، سواء من خلال مؤسساتها الإنسانية والخيرية، أو عبر القرارات التي تراعي الجوانب الإنسانية، وهذه القيم هي ما يجعل العلاقة بين الشعبين علاقة أخوة حقيقية.
واكد أن السودانيين المقيمين في الإمارات يتفقون على أن هذه المبادرة ليست مجرد إجراء إداري، بل رسالة إنسانية تؤكد أن الإمارات وطنٌ يتسع للجميع، وأنها تسعى إلى ترسيخ نموذج فريد في إدارة شؤون المقيمين بروح القانون والرحمة معاً.
رسالة
وبدوره، أكد المقيم ناصر خيري أن دولة الإمارات جسدت من خلال حزمة المبادرات الإنسانية والخيرية التي نفذتها أسمى معاني التسامح، وفتحت باب الأمل لآلاف السودانيين وغيرهم من المقيمين، لتبقى بحق أرضاً للخير والعطاء، ووطن الإنسانية الذي لا يميز بين إنسان وآخر.
وقال إن المبادرة الإماراتية تحمل أبعاداً حضارية وإنسانية في آنٍ واحد، مضيفاً إنه حين تتكفل دولة بسداد رسوم إقامات لفئات إنسانية من المقيمين على أرضها ورسوم الإيجار، فهي لا تقدم مساعدة مادية فقط، بل ترسل رسالة للعالم مفادها أن الإنسان هو محور الاهتمام، بغض النظر عن جنسيته.
وأشار إلى أن أبناء الجالية السودانية في الإمارات يشكلون جسراً من التواصل والمحبة بين الشعبين، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تجاوزت الإطار العربي لتصل إلى روابط إنسانية وأخوية عميقة.
وقال إن المبادرات الإماراتية لا يمكن قياسها بالجانب المالي فقط، بل بما تركته من أثر نفسي واجتماعي عميق على حياة أبناء الجالية السودانية المقيمة داخل الإمارات.
مضيفاً إن السودانيين الذين يمرون بظروف إنسانية واقتصادية صعبة، وجدوا في الإمارات سنداً حقيقياً، ليس فقط عبر الدعم الحكومي، بل من خلال المبادرات المجتمعية التي تلامس حياة الناس اليومية.
المستقبل
أما المقيمة سمية عبدالعزيز فقالت إن مبادرات الإمارات أنقذت حياة الكثيرين، حيث كان بعض المقيمين يعيشون في خوف من الغرامات التي قد تترتب عليهم من مخالفتهم قانون إقامة ودخول الأجانب.
وأوضحت أن مثل هذه المبادرات الإنسانية تجعل المقيمين أكثر التزاماً وارتباطاً بالدولة التي يعيشون فيها، مؤكدة أن الإمارات تبني مجتمعاً يقوم على العدالة والرحمة معاً.
كما أعربت عن امتنانها العميق لدولة الإمارات، قائلة إن مثل هذه المبادرات الإنسانية، تعيد الأمل لعائلات سودانية كانت تواجه صعوبات مالية مختلفة.
عوض رحمة:
الدولة نموذج في احتضان الجاليات وتوفير بيئة مستقرة وآمنة لجميع المقيمين