تستعد ليبيا لتنظيم الانتخابات البلدية السبت المقبل، في خطوة وصفها المراقبون بالإيجابية التي يمكن أن تشكل منطلقاً لتدشين مرحلة جديدة من العمل على حلحلة الأزمة السياسية بعد طول انتظار.
وخلال اجتماع مع رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح، أشادت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صوفي كيمخدزة، وسفراء الاتحاد الأوروبي الممثلون للدول المانحة عبر صندوق الأمم المتحدة الإنمائي، بالجهود التي تبذلها المفوضية لإنجاح مراحل تنفيذ العملية الانتخابية الخاصة بانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الأولى) 2024، والوصول بالناخبين إلى صناديق الاقتراع 16 نوفمبر.
ودعت المفوضية إلى التخلي عن حالة الاستسلام للانقسام، التي لا تسأل عنها، مشيرة إلى ما وصفتها بأجندات غايتها التشكيك في هذه الهيئة السيادية المستقلة (محور المرحلة الانتقالية)، وضرب ثقة الناخب فيها.
وعبرت المفوضية في بيان حصلت «البيان» على نسخة منه، عن أملها في توجه الناخبين إلى مراكز الاقتراع لممارسة حقهم في اختيار ممثليهم، مضيفة: «هذا الحق الذي غاب عنهم قرابة عقد من الزمن، نسعى لأن نحييه ونبعث الأمل فيه بما نحن إليه سائرون».
كما دعت وسائل الإعلام والنخب السياسية، إلى تحري الدقة في طرح كل ما يتعلق بمواقف المفوضية عموماً وقضايا الانتخابات خصوصاً، وعدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة والمضللة وطرحها على أنها حقيقة مسلم بها أمام الناخب، منوهة إلى وجود حوارات واجتماعات ومؤتمرات تناقش مسألة الانتخابات وتغيب عنها المفوضية عمداً بقصد تمرير أجندات غايتها التشكيك في هذه الهيئة السيادية المستقلة وضرب ثقة الناخب بما تبذله من مجهودات.
وانطلقت حملات الدعاية الانتخابية للمرشحين لانتخابات البلديات 27 أكتوبر الماضي، وتستمر حتى يوم «الصمت الانتخابي» غداً الجمعة، بعدما أعلنت المفوضية أن بعد غدٍ السبت هو موعد التصويت في انتخابات (المجموعة الأولى – 2024). وتجرى الانتخابات على مرحلتين في 58 بلدية لاختيار المجالس المحلية، وذلك من أصل 143 بلدية، حيث لن تجرى إلا في 106 منها ممن انتهت مدة مجالسها الانتخابية.
واعتبرت المفوضية أن موعد انطلاق المرحلة الأولى للاستحقاقات البلدية ليس مجرد عملية انتخابية فقط، بل يحمل من الرمزية ما يؤكد المضي في بناء الدولة والخروج بها من أزمة المرحلة الانتقالية بصيغة ليبية متميزة لا يعقلها إلا الوطنيون، مشيرة إلى أن الليبيين ليسوا أقل من شعوب هذه الأرض التي تقدمت ونالت من الاستقرار والازدهار ما رسخ سيادتها ومكانتها بين الأمم.
حملات توعية
وناقش رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، مع عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني جملة من المواضيع ذات العلاقة بالعملية الانتخابية، فيما تشهد البلاد حملة توعية انتخابية تهدف إلى تشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة.
وبدأ منسقو التوعية والتواصل بمكاتب الإدارة الانتخابية تنفيذ حملة التوعية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، وأفواج الكشافة والمرشدات، واتحادات الطلبة، والهلال الأحمر، وسفيرات التوعية وحركة بيوت الشباب الليبية.
وشملت الحملة توزيع مطويات توعية في البلديات المستهدفة ضمن المجموعة الأولى من انتخابات المجالس البلدية 2024، إضافة إلى بث ومضات صوتية للتوعية عبر الإذاعات المسموعة، لتعزيز أهمية المشاركة في عملية الاقتراع والتأكيد على دور كل فرد في صنع القرار المحلي. ومن المقرر إجراء الانتخابات على مرحلتين، تنطلق الأولى 16 نوفمبر في 60 بلدية من بينها 31 في المنطقة الغربية، و12 في الشرقية، و17 في الجنوبية، على أن يتم تنظيم المرحلة الثانية في منتصف يناير المقبل.
ضمان الأمن
إلى ذلك، عقد اجتماع في بنغازي مع مدير الإدارة العامة للعمليات الأمنية جمال العمامي، ومسؤولي تنفيذ الخطط الأمنية للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وبرئاسة وزير الداخلية بالحكومة المنبثقة عن مجلس النواب عصام أبوزريبة، بهدف رفع مستوى الوعي وضمان ظروف مواتية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتعزيز مشاركة الناخبين ومكافحة التضليل الإعلامي.
وأوضح الوزير أن الانتخابات المحلية تمثل تحدياً أمنياً يتطلب جهود الجهات المعنية، مؤكداً أن استقرار أمن انتخابات المجالس البلدية مسؤولية الجميع، وأن الجهود المشتركة ستسهم في ضمان سير هذه الانتخابات بنجاح، موضحاً أن مسؤولية الأجهزة الأمنية تتعدى مجرد وضع الخطط لحماية مراكز الاقتراع. وشدد أبوزريبة على ضرورة الجاهزية العالية والتنسيق الفعال، مطالباً جميع رؤساء الخطط الأمنية بضرورة تأمين تواجد فرق الحماية في مراكز الاقتراع، وتفعيل وحدات الاستجابة السريعة للتعامل مع أي طارئ، بالإضافة إلى وضع نقاط تفتيش على مداخل ومخارج البلديات المعنية.
