أطلقت منظمات إنسانية في السودان تحذيراً من مواجهة هذا البلد أكبر أزمة جوع في العالم في وقت ينتشر فيه مرض الكوليرا، بينما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 500 ألف نازح يواجهون خطر الإصابة بالمرض شمالي دارفور.

أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلق بالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والمناطق المحيطة بها بما في ذلك مخيم «أبوشوك» للنازحين، حيث أبلغت مصادر محلية عن وفاة عشرات الأطفال دون سن الخامسة، إلى جانب عدد كبير من كبار السن، بسبب الجوع والمرض خلال الأربعين يوماً الماضية.

وذكر مكتب «أوتشا»، أن نقص التمويل وارتفاع تكاليف التشغيل تسبّبا ‏في الإغلاق القسري للمطابخ المجتمعية، الأمر الذي حال دون حصول ‏آلاف الأشخاص على وجبات يومية.‏

ودعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دنيس براون، ‏إلى رفع الحصار عن الفاشر ووضع حد للهجمات العشوائية وإصدار ‏أوامر واضحة لمنع العنف الجنسي والهجمات ذات الدوافع القبلية.‏

وتم تسجيل 212 حالة إصابة جديدة بالكوليرا في إقليم دارفور، فيما ارتفع العدد الكلي للوفيات إلى قرابة الـ600 حالة. أعلنت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، تسجيل 212 حالة إصابة جديدة و12 حالة وفاة بالكوليرا في دارفور- غربي السودان، ليرتفع إجمالي الحالات منذ تفشي المرض إلى 13426 حالة، منها 569 وفاة.

ووسط هذه التطورات تحدثت مصادر سودانية عن إمكانية عودة الجيش والدعم السريع لطاولة المفاوضات في جدة من أجل الاتفاق على الهدنة الإنسانية، وأشارت مصادر إلى أن اتفاق الهدنة الإنسانية من شأنه أن يمهد الطريق أمام الوقف الدائم لإطلاق النار وانطلاق العملية السياسية التي تقودها القوى المدنية من أجل استئناف الانتقال، ووضع البلاد في طريق التحول الديمقراطي.