وبحضور نحو 20 من قادة منطقة أوراسيا، دعا شي إلى نظام عالمي قائم على العدالة. وقال: «يجب علينا تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية، ومعارضة عقلية الحرب الباردة، ومواجهة الكتل وسياسات الترهيب» التي تنتهجها بعض الدول، في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف شي: «الوضع الدولي الحالي أصبح فوضوياً ومتشابكاً، والمهمات الأمنية والتنموية التي تواجه الدول الأعضاء أصبحت أكثر تحدياً». وتابع «بينما يشهد العالم اضطرابات وتحولات، يجب علينا المضي قدماً وتأدية مهمات المنظمة بشكل أفضل».
وعقد شي سلسلة من الاجتماعات الثنائية المتتالية مع عدد من القادة، من بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، أحد حلفاء بوتين المقربين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يقوم بأول زيارة له للصين منذ 2018.
ويشارك في القمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والتركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف. وشوهد شي وبوتين ومودي في بث مباشر عندما كانوا يتحادثون وهم محاطون بمترجميهم.
ونشر مودي عبر إكس صورة تجمعه ببوتين، مرفقة بتعليق «المحادثات معه دائماً ما تكون مفيدة». ووصف بوتين رئيس وزراء الهند بأنه «صديقه العزيز»، وقال إن العلاقات بين البلدين تتطور بشكل ديناميكي، وذلك وفقاً لمقطع فيديو نشره الكرملين.
وبالتوازي، استنكرت الهند الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة لوقف وارداتها من النفط الروسي، حيث أكد وزير النفط الهندي هارديب بوري أن هذه الواردات أسهمت في حماية الاقتصاد العالمي من موجة ارتفاع في الأسعار، كما اعترض أيضاً بشكل مباشر على اللهجة الفظة التي استخدمها المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو.
كذلك عقد بوتين لقاء مع أردوغان، أشاد بعده بجهود أنقرة للتوسط بين روسيا وأوكرانيا. وقال «أنا واثق من أن الدور الخاص الذي تؤديه تركيا في هذه المسائل سيظل مطلوباً». وتخضع قمة تيانغين لتدابير أمنية وعسكرية مشددة ونشرت مركبات مصفحة في بعض الشوارع وقطعت الحركة المرورية في أجزاء كبيرة من المدينة.
ونشرت لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ«روحية تيانغين» و«الثقة المتبادلة» بين موسكو وبكين. ودُعي بعض القادة، من بينهم بوتين وبزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء.
ويحضر القادة اليوم في بكين استعراضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية. ويدشن العرض سلسلة من الأحداث التي تسعى الصين من خلالها إلى إظهار -ليس فقط نفوذها الدبلوماسي- ولكن أيضاً قوتها، في وقت تقدم نفسها قطباً للاستقرار في عالم منقسم.
