تشهد 3 قارات؛ أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، حرائق وأعاصير وموجات حر، وتمكن عناصر الإطفاء في اليونان، أمس، من احتواء حريق غابات كبير اندلع قرب مدينة باتراس، ثالث أكبر مدن البلاد، فيما كافحت قاذفات المياه الحرائق على 3 جبهات أخرى.

وقال الناطق باسم جهاز الإطفاء، فاسيليس فاثراكويانيس، إن الوضع في ميناء البلاد الرئيسي المؤدي إلى إيطاليا تحسن بشكل كبير بعد جهود تواصلت ليلاً، لافتاً إلى أن عناصر الإطفاء في باتراس يواجهون جيوباً متفرقة، لكن الحريق لا يزال نشطاً في الضواحي الشرقية للمدينة البالغ عدد سكانها أكثر من 200 ألف نسمة.

إلى ذلك تواصل درجات الحرارة في ألمانيا ارتفاعها في ظل موجة حر شديدة مستمرة منذ عدة أيام.

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية، أنه لن تنجو من الحر الشديد سوى أجزاء من ولاية شليزفيج-هولشتاين الواقعة شمالي البلاد وأقصى الشمال الشرقي، حيث ستتراوح درجات الحرارة العظمى بين 25 و30 درجة مئوية، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة العظمى في بعض المناطق إلى 37 درجة مئوية.

في الأثناء لقي شخص حتفه أثناء محاولته إخماد حريق غابات في منطقة قشتالة ليون في إسبانيا، ما يجعل منه الضحية الثالثة للحرائق هذا الصيف في البلاد، وفق ما أعلنت السلطات، أمس.

وتشهد قبرص موجة حر شديدة، فيما من المتوقع أن تصل درجات الحرارة الداخلية خلال ساعات إلى 45 درجة مئوية. على صعيد متصل، قال العلماء إن التغير المناخي جعل موجة الحر المتواصلة في النرويج والسويد وفنلندا أعلى بواقع درجتين مئويتين، وأكثر تكراراً بواقع ما لا يقل عن 10 مرات.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية أن الباحثين من شبكة إسناد الطقس العالمية، التي تقيّم دور التغير المناخي في الطقس القاسي، قالوا إن تسجيل أسبوعين من الطقس الحار غير المعتاد منذ منتصف يوليو، ودرجات حرارة أعلى من 30 درجة مئوية، كان سيعد حدثاً نادراً للغاية دون الاحتباس الحراري الناجم عن الأنشطة البشرية.

وذكرت كلير بارنيز، الباحثة لدى مركز السياسات البيئة، في لندن كوليدج، والمشاركة في فريق شبكة إسناد الطقس العالمية، أن موجة الحر مستمرة بلا هوادة، مشيرة إلى أن التغير المناخي يعيد تشكيل العالم بصورة جذرية.

وفي آسيا، تسببت العاصفة المدارية بودول، أمس، في هطول أمطار غزيرة على جنوب الصين تسببت في تعطيل المستشفيات والمدارس والمحاكم في هونغ كونغ، بعد أن اجتاحت تايوان، وأسفرت عن إصابة 143 شخصاً، ولا يزال جنوب الصين يعاني من أمطار قياسية سقطت الأسبوع الماضي، وتم تأجيل جلسة استماع للإعلامي والمدافع عن الديمقراطية، جيمي لاي في هونغ كونغ، بعد أن أصدرت السلطات في المركز المالي الآسيوي أعلى مستوى للتحذير من الطقس وهو الأسود.

وأعلنت السلطات الطبية، أن العيادات الخارجية في جميع أنحاء هونغ كونغ ستغلق أبوابها حتى تهدأ الأمطار. وأظهرت بيانات فلايت ماستر أن المطارات في جنوب الصين سجلت معدلات إلغاء بلغت نحو 20 %، حيث تسببت العاصفة في هطول أمطار تجاوزت 70 ملليمتراً في الساعة، في أجزاء من أقاليم قوانغدونغ وهونان وجيانغشي.

كما هطلت أمطار غزيرة على منطقة العاصمة الكبرى في كوريا الجنوبية، لليوم الثاني على التوالي، أمس، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وتضرر أو غمر مئات الطرق والمنازل بالمياه، وإجبار أكثر من ألف شخص على الإجلاء.

وتراوحت كمية الأمطار في أجزاء من سيئول والمدن القريبة (باجو وإنتشون وجيمبو) بين 250 و300 مليمتر، ما أدى إلى تعطل المركبات على طرق تحولت إلى أنهار موحلة اللون، فيما حاول السكان إنقاذ ممتلكاتهم من المنازل التي تضررت بفعل الفيضانات المفاجئة.

وفي أمريكا الشمالية اندلع حريق في جزيرة قبالة سواحل غرب كندا على المحيط الهادئ، ما يثير قلق سكان مدينة صغيرة تتهددها النيران، بينما يقترب حريقان آخران من مدينتين أخريين في شرق البلاد.

وأصدرت السلطات تحذيرات لمناطق عدة في بورت ألبيرني الواقعة في جزيرة فانكوفر، داعية السكان البالغ عددهم نحو 20 ألفاً إلى الاستعداد للإخلاء في مواجهة حريق هائل على بعد 12 كيلومتراً أتى على أكثر من 1500 هكتار في حوالى 36 ساعة.

بدورهم، قال مسؤولون إن الحواجز الجديدة المشابهة لأكياس الرمل، التي تم تركيبها على طول نهر في عاصمة ولاية ألاسكا الأمريكية، نجحت في صد مستويات قياسية من الفيضانات ومنعت أضراراً واسعة النطاق، بعد أن أطلق سد جليدي، في نهر مندنهال الجليدي، كميات هائلة من مياه الأمطار مع ذوبان الثلوج في مجرى النهر.