تواصل موجة الحر التي تطال فرنسا حالياً تمددها، مسجلة درجات استثنائية، دافعة السلطات إلى تعزيز التدابير الوقائية. ووفق المعهد الوطني للأرصاد الجوية، فإن موجة الحر التي بدأت في الجنوب الغربي ستصل خلال ساعات إلى الشمال والشرق.

ومن المتوقع أن تُعلَن حالة التأهب في ثلاثة أرباع أنحاء البلاد، مع مجاوزة الحرارة 36 درجة مئوية في منطقة باريس، ووصولها إلى 40 درجة في وادي الرون، ما يعتبر أعلى بكثير من المعدلات الموسمية، وفق الأرصاد الجوية الفرنسية.

وفي إسبانيا لقي رجل حتفه، أمس، جراء إصابته بحروق، ليكون أول حالة وفاة جراء عشرات حرائق الغابات التي تضرب البلاد منذ بدء موجة الحر الأسبوع الماضي، وأُجبر الآلاف على الفرار مع اجتياح حرائق الغابات أجزاء من البلاد مدفوعة برياح عاتية مصاحبة لموجة الحر، مع تأجيج الرياح التي وصلت سرعتها إلى 70 كيلومتراً في الساعة ألسنة اللهب التي اجتاحت منطقة تريس كانتوس.

وهي ضاحية للعاصمة الإسبانية مدريد يقطنها أثرياء، وفق ما أفاد مسؤولون، وتوفي الرجل لاحقاً في المستشفى، وتم إجلاء المئات من سكان تريس كانتوس من منازلهم. وقال مسؤول البيئة عن منطقة مدريد، كارلوس نوفيلو:

«في غضون أقل من 40 دقيقة تقدم الحريق 6 كيلومترات، وبحلول الصباح أعلن مسؤولون إقليميون السيطرة عليه، وفي مناطق أخرى تم إجلاء حوالى ألفي شخص من الفنادق والمنازل القريبة من شواطئ طريفة في منطقة الأندلس».

إلى ذلك، اندلعت حرائق في عدد من المناطق السياحية الشهيرة باليونان، ما دفع وزارة الحماية المدنية اليونانية إلى إصدار ثاني أعلى مستوى للتحذير من الحرائق في حوالي ثلث مناطق البلاد.

وتشمل المناطق المتضررة شبه جزيرة بيلوبونيز بأكملها تقريباً، والساحل الشمالي الغربي للبلاد، وجزيرتي ليسبوس وساموس، بالإضافة إلى شبه جزيرة خالكيذيكي، ومن المتوقع أن تستمر الرياح القوية التي من الممكن أن تؤجج أي شرارة بسيطة، وتحولها إلى حريق كبير في المناطق المحلية خلال الأيام المقبلة.

وتواجه ألمانيا موجة حارة خلال الأيام المقبلة، حيث أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية أن درجات الحرارة سترتفع إلى ما بين 30 و36 درجة مئوية في كل أرجاء البلاد تقريباً، مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة على السواحل فقط.

في الأثناء كافحت فرق الإطفاء حرائق غابات متعددة في أنحاء تركيا، أمس، مع استمرار حريق كبير، في إقليم جناق قلعة بشمال غرب البلاد، مستعراً لليوم الثاني على التوالي، بعد إجلاء مئات السكان كإجراء احترازي.

بدورهم حذر خبراء المناخ في النمسا، من تسارع وتيرة تأثير تغير المناخ على ذوبان الغطاء الجليدي الدائم في مرتفعات سلسلة جبال الألب، ما يشكل خطراً متزايداً على استقرار المنحدرات والمناطق الجبلية المرتفعة، بسبب زيادة احتمالات حدوث الانهيارات والانزلاقات الصخرية والطينية مستقبلاً، واعتبروا أنه يمثل قنبلة موقوتة.