هاجمت إسرائيل دبابات عسكرية في ريف السويداء جنوبي سوريا، في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة وسط دخول قوات تابعة للجيش السوري إلى قرى السويداء للمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر "إكس"، تويتر سابقاً: "جيش الدفاع هاجم قبل قليل عدة دبابات في منطقة قرية سميع (منطقة السويداء) في جنوب سوريا".
وارتفع حصيلة قتلى الاشتباكات الدامية في السويداء إلى 89 قتيلاً بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين، وكانت حصيلة سابقة أفادت بسقوط 64 قتيلاً.
من جهة أخرى أكدت وزارة الدفاع السورية أن الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع الاشتباكات في محافظة السويداء ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، ما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم بشأن الأحداث في محافظة السويداء: "تابعنا ببالغ الحزن والقلق التطورات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن أكثر من ثلاثين قتيلاً ونحو مئة جريح في عدد من الأحياء والبلدات.
وأضافت الوزارة: "باشرنا بالتنسيق مع وزارة الداخلية، نشر وحداتنا العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم، ونؤكد التزام جنودنا بحماية المدنيين وفق القانون".
ودعت الوزارة في بيانها جميع الأطراف في السويداء إلى التعاون مع قواتها وقوى الأمن الداخلي، والتمسك بضبط النفس، فاستمرار التصعيد يزيد معاناة المدنيين.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا أن تدخل الدولة وفرض هيبة القانون وسلطانه داخل محافظة السويداء بات أمراً ضرورياً ومطلباً شعبياً، نظراً لحالة الفلتان الأمني الذي شهدته المحافظة طوال السبعة أشهر الماضية، مشدداً على ضرورة الحسم ضد المجموعات المنفلتة التي تثير الفتن والرعب بين المواطنين.
وقال المتحدث باسم الداخلية: إن "الاشتباكات الأخيرة التي حصلت في السويداء مؤسفة جداً وحصيلتها بالعشرات بين ضحايا ومصابين، لذلك دخول الدولة السورية عبر أجهزتها الرسمية بات أمراً لا مفر منه لإعادة الأمان إلى المحافظة".
وأضاف المتحدث باسم الداخلية: "إن قوات وزارتي الداخلية والدفاع دخلتا منذ ساعات الصباح الأولى إلى السويداء وبدأتا بالانتشار داخلها، حيث حصلت بعض الاشتباكات مع المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، لكن قواتنا تحاول قدر الإمكان ألا يكون هناك أي خسائر أو ضحايا في صفوف المدنيين"، مشيراً إلى أن عدداً من قوات الداخلية والدفاع أخطأت الطريق وتعرضت لكمائن من المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون.
وبينت الوزارة أن استعادة الأمن والاستقرار في السويداء مسؤولية مشتركة بين الدولة ومواطنيها، مؤكدة الاستعداد التام لدعم أي مبادرة تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي وترسيخ روح المواطنة وبناء مستقبل آمن يليق بكرامة الجميع.
وختمت الوزارة بيانها بالقول: “نوصي العاملين لفض النزاع بالالتزام الكامل بالمهام الموكلة إليهم لحماية الأهالي وإيقاف الاشتباكات ومنع حدوث أي تجاوزات جديدة”.
