أكد وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر البوسعيدي، أمس، أن المباحثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستجري الأحد في مسقط.

وقال في منشور على منصة «إكس»: «يسعدني أن أؤكد أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأمريكية ستعقد في مسقط يوم الأحد».

إعلان

على صعيد متصل، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي.

وأيدت النص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين «إي3» وانضمت إليها واشنطن، 19 دولة من أصل 35 على ما أفادت مصادر دبلوماسية عدة.

وقال دبلوماسيون شاركوا في اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إن المجلس أصدر قراراً، يعلن رسمياً أن إيران تنتهك التزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً.

وجاء في نص قرار المجلس الذي يضم 35 دولة عضواً، أن المجلس خلص إلى أن إخفاقات إيران العديدة منذ عام 2019 في الوفاء بالتزاماتها بتقديم التعاون الكامل وفي الوقت المناسب للوكالة في ما يتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة غير معلنة في إيران، يشكل عدم امتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات مع الوكالة.

رد إيراني

في المقابل، قال التلفزيون الرسمي الإيراني، إن طهران أعلنت عن إجراءات مضادة لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووفقاً للتلفزيون الإيراني، فإن الإجراءات تشمل فتح موقع جديد لتخصيب اليورانيوم في منطقة آمنة وتحديث أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو النووية، مشيراً إلى أن الأجهزة الجديدة ستكون من الجيل السادس.

وأضاف أن إيران تقول إنها تدرس إجراءات مضادة إضافية وستعلن عنها لاحقاً، مشيراً إلى أن إيران تقول إنه ليس لديها خيار آخر سوى الرد على القرار السياسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي لا يستند إلى أسس فنية أو قانونية.

وأفاد الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، بأن طهران أبلغت وكالة الطاقة الذرية بإجراءين مضادين أحدهما تطوير أجهزة الطرد المركزي في فوردو، ومفاعل تخصيب من الجيل الأول إلى الجيل السادس، ما سيعزز بشكل كبير إنتاج اليورانيوم المخصب.

كما ذكر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن الموقع الثالث لتخصيب اليورانيوم بني بالفعل وهو جاهز للتشغيل بمجرد تزويده بالمعدات.

كما أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده لن تخضع للقوة، مضيفاً: «لن نقبل أبداً أن نخفض أبحاثنا إلى الصفر ثم ننتظر موافقتهم للحصول على المواد النووية اللازمة للصناعة والطب والزراعة وغيرها من العلوم».

وقال مسؤول إيراني كبير، إن طهران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى أن التوتر المتصاعد يهدف إلى التأثير على طهران لتغيير موقفها خلال المحادثات المقررة الأحد في سلطنة عُمان.

وأضاف المسؤول: «لا نريد توتراً ونفضل الدبلوماسية لحل القضية النووية، لكن قواتنا على أهبة الاستعداد للرد على أي هجوم عسكري».

كما تعهد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بالدفاع عن حقوق الإيرانيين في الجولة المقبلة من المباحثات النووية.

وقال عراقجي: «سنكون في مسقط للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني»، معتبراً أن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزيد من تعقيد النقاشات.

قلق

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال دان كين، إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران يثير القلق، وإن الولايات المتحدة تراقب تطورات الوضع عن كثب.

دعوات تهدئة

بدوره، حض الاتحاد الأوروبي، إيران، على ممارسة ضبط النفس، بعدما تعهدت طهران بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم.

وقال الناطق باسم دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنور العوني: «ندعو إيران إلى معاودة التعاون بشكل كامل مع الوكالة وتطبيق التزاماتها كاملة، وممارسة ضبط النفس وتجنب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الوضع».

كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بعد اجتماعها مع وزراء الخارجية الأوروبيين في روما، أمس، إن مخاوف التكتل تجاه إيران أكبر من المسألة النووية، وتشمل أيضاً دعم طهران لروسيا واحتجاز رعايا الاتحاد الأوروبي في إيران.

ودانت فرنسا بشدة إعلان إيران عزمها بناء منشأة جديدة وزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب، معتبرة ذلك مؤشراً على سعي طهران المتعمد للتصعيد النووي.

وقال وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، إن بلاده لن تقبل بامتلاك إيران أسلحة نووية.

استمرار مسار

على صعيد متصل، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أهمية استمرار المسار التفاوضي بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، لما يمثله من فرصة مهمة لتحقيق التهدئة، وتجنب التصعيد، ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار، وذلك خلال اتصال هاتفي مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط.

إلى ذلك، دعت إسرائيل، المجتمع الدولي، إلى الرد بحزم ومنع إيران من تطوير سلاح نووي.

وكتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على «إكس»: «عملت إيران بشكل مستمر على عرقلة عمليات التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأخرجت مفتشين ونظفت وأخفت مواقع يشتبه في أنها غير معلنة في إيران.. كل ذلك يقوض نظام منع الانتشار العالمي ويشكل تهديداً وشيكاً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».