وعليه، باتت أورتاغوس الشغل الشاغل للبنانيين، وبدلاً من السؤال التقليدي: متى تأتي إلى لبنان؟ حلّت أسئلة كثيرة، مثل: هل ستترك منصبها حقاً؟ ومتى؟ ولماذا؟ وما تأثيرُ ذلك في لبنان؟.
وفي المعلومات أيضاً، أن الإدارة الأمريكية أنجزت تصوّراً لإيجاد حلّ نهائي للوضع في لبنان، يرتكز على التزامن بين الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس جنوباً، وتسليم سلاح «حزب الله»، على أن يتبع ذلك إنجاز الترسيم البرّي بين لبنان من جهة، وإسرائيل وسوريا من جهة ثانية.
أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلامٌ عن أنه، في حال أصبحت أورتاغوس خارج الصورة اللبنانية، يمكن القول إنّ أهمية الملف اللبناني تراجعت في الإدارة الأمريكية، أما مَن قد يخلفها فغير واضح، فإما تُستبدل بشخص تتضح صورته لاحقاً، وإما يُسلّم الملف إلى توم باراك، السفير الأمريكي في تركيا، ومبعوث ترامب إلى سوريا.
وإذا صحّ ما يُشاع عن اعتراض السفيرة ليزا جونسون على أداء أورتاغوس «المتفرّد وغير المنسّق»، فإن ما يجري اليوم يمكن قراءته كنوع من إعادة ضبط للأداء الخطابي الأمريكي تجاه بيروت، لا للسياسات، بعد أن أثبت أسلوب المواجهة المباشرة محدوديّته في التأثير.
