وعلى أبواب المدارس، افتتح الطيران الحربي الإسرائيلي، العام الدراسي، بغارات على محيط المدارس في قرى ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين، واستهدف منازل.
هذه كانت الأهداف التي حددها الجيش الإسرائيلي، على الخرائط، ودفع بالسكان إلى النزوح والابتعاد عن مرمى الصواريخ، تحت رقابة مشددة من الطيران المسير. ولم يكد ينفذ الدفعة الأولى من الاعتداءات حتى أطلق إنذاراً ثانياً، استهدف بعده قريتي الشهابية وبرج قلاويه الجنوبيتين.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذا التطور جاء عشية وصول الموفدة الأمريكية، مورغان أورتاغوس، إلى لبنان غداً، في إطار مهمتها المحصورة بالجانب الحدودي واجتماع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، ومتابعة مراحل الخطة التي ينفذها الجيش اللبناني لاستكمال حصرية السلاح بيده في جنوب الليطاني، وذلك وسط معلومات تتردد، ومفادها أن واشنطن لا تريد تسليم سلاح حزب الله فحسب، وإنما أن تكون الشاهد على إتلافه للتثبت من نهايته.
وهو اتهام خطير، وفق تعبير مصدر أمني بارز لـ«البيان»، لأن 4 بلدات من البلدات الخمس تقع جنوب الليطاني، وبالتالي، ما سبب هذا التصعيد، هل هو للضغط على المسؤولين للتعجيل في تنفيذ قرار حصر السلاح، أم أنه مقدمة لعملية إعادة تموضع سياسية؟
تمادٍ ورفض
أما مندرجات حصر السلاح بموجب القرار المذكور، فدونها عقبات، أولها استمرار الاحتلال والخروقات، وثانيها الخلاف الداخلي الكبير حول مستقبل السلاح، بين قائل بإبقائه إلى الأبد، ومشدد على نزعه اليوم قبل الغد، ومطالب بتسليمه انطلاقاً من تفاهم لبناني - لبناني يحصل الحقوق ولا يتسبب بنزاع أهلي.
استمرار غارات
ولا بالمواقف الإقليمية المنددة، أو المناشدات الدولية المتكررة، في حين أدرجت مصادر مطلعة لـ«البيان»، غارات أول من أمس، في سياق الضغط على الجيش اللبناني لتنفيذ خطة سحب السلاح بالقوة. علماً أن رد الجيش على الغارات قال بوضوح إن ما تقوم به إسرائيل يعرقل عمله لأجل إنجاز مهمة حصر السلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني.
خرائط نار
يواكبه سؤال آخر: إلى أين يريد نتانياهو أن يصل في لبنان؟.. ويوازي ذلك حبس للأنفاس ممتد على مساحة لبنان، وخصوصاً أن أحداً لا يستطيع أن يقدر ما يخبئه العقل الحربي الإسرائيلي للبنان.
