ترصد الأوساط السياسية والدبلوماسية اللبنانية النتائج التي سيفضي إليها التحرك الخارجي لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، وخصوصاً لجهة مشاركته في القمة العربية الطارئة في القاهرة غداً، ولجهة تلمّس تأثير هذا التحرك وتوظيفه في خانة حمل إسرائيل على الانسحاب من المواقع التي لا تزال تحتلها على الخط الحدودي الجنوبي. واستبق عون زيارته للمملكة العربية السعودية ومشاركته بأعمال قمة القاهرة العربية بتجديد إعلان موقفه من موضوع السيادة اللبنانية، إذ قال إن «مفهوم السيادة يرتكز على حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة، وعلى حصر وجود السلاح بيد الدولة».

وبدأ لبنان يواجه تحدياً كبيراً على الأرض، كما في الأمن والدبلوماسية، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وسط أكثر من وجهة نظر حيال البقاء الإسرائيلي في النقاط الجنوبية، أوّلها أن الإسرائيليين ينتظرون سيطرة الجيش اللبناني بشكل كامل على منطقة جنوب الليطاني. وثانيها، أن إسرائيل عملت على تكريس أمر واقع جغرافي سيتصل لاحقاً بعملية ترسيم الحدود، وإمكانية إعادة فرض شروط جديدة، بما ينقض كل المسار التفاوضي السابق حول النقاط العالقة. أما ثالثها، فيذهب بعيداً باتجاه قناعة أن ما فعلته إسرائيل لن تتراجع عنه إلا في حال استدراج لبنان إلى «اتفاق سلام».

ويشكل ملف الإعمار محور العمل الحكومي في هذه المرحلة، حيث يتركز على توسيع مصادر التمويل، والدفع في اتجاه ترجمة سريعة للوعود التي قُطعت للبنان في هذا المجال، على أن تسبقها وتواكبها خطوات حكومية سريعة في مجال الإصلاحات.