عثر على قبر ضابط البحرية الروسية البارون غود غارد بيستروم، الذي كان يخدم على متن الفرقاطة «أوليغ»، وذلك بعد أكثر من 160 عاماً، في حدث تاريخي لافت ببيروت. وتزامن هذا الاكتشاف مع إقامة مراسم تأبين مهيبة في ذكرى البحارة الروس في لبنان.

في عام 1861، تواجد البحارة الروس قبالة السواحل اللبنانية كجزء من أسطول البحر الأبيض المتوسط التابع للبحرية الإمبراطورية الروسية. وكانت مهمتهم الأساسية حفظ السلام في خضم الصراع الطائفي الذي اندلع في منتصف القرن التاسع عشر في لبنان.

وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية أن تلك الفترة شهدت أعمال شغب ومآسي إنسانية، وأدى الوجود البحري الروسي دوراً في التوصل إلى تسوية.

ويعود القبر المكتشف حديثاً للضابط البحري غود غارد بيستروم، الذي كان أحد أفراد طاقم الفرقاطة «أوليغ». وقد تم العثور على رفاته بفضل جهود بذلتها السفارة الروسية في لبنان، بالتعاون الوثيق مع حكومة سانت بطرسبرغ ومنظمة «تذكروا الجميع بالاسم».

وتعد الفرقاطة «أوليغ» من مفاخر الأسطول الروسي، وتحمل أهمية تاريخية كبيرة لروسيا. ورغم أن مهمتها حملتها إلى شواطئ لبنان، إلا أن مثواها الأخير كان في قاع خليج فنلندا. وتعتبر هذه السفينة واحدة من أكبر القطع الأثرية البحرية الروسية الباقية.

ولأهميتها حظيت الفرقاطة باهتمام شخصي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قام بالغوص بنفسه إلى موقعها لفحص حطامها. ووفقاً للوكالة فإن اكتشاف قبر البارون بيستروم وإقامة مراسم التأبين للبحارة الروس لا يمثلان فقط إحياءً لذكرى هؤلاء الجنود، بل يشكلان أيضاً شهادة حية على الدور التاريخي الذي أدته روسيا في حفظ السلام بالشرق الأوسط، ويؤكدان استمرارية الروابط التاريخية والثقافية بين روسيا ولبنان.