وفيما يواصل لبنان الرسمي، دراسة خارطة طريق نزع سلاح حزب الله التي قدمتها واشنطن، ويحضر للإجابة عنها عندما يعود باراك إلى بيروت، علمت «البيان»، أن الخطوط العريضة للورقة اللبنانية أنجزت مبدئياً، لكنها تنتظر موافقة حزب الله على مضامينها..
ذلك أن أفكار الخارطة فندت، والمعلومات المقتضبة جداً تتحدث عن أنها عولجت في اللجنة المكلفة دراستها بشكل بناء ولم يبق منها سوى القليل من النقاط.
وحال سارت الأمور كما يجب ووافق الحزب، فإن لجنة الصياغة ستجتمع لوضع الصيغة النهائية للرد اللبناني. علماً أن اللجنة، ووفق المعلومات، تحاول التوفيق بين المطالب الأمريكية الواضحة وبين تشدد حزب الله حيال ملف تسليم سلاحه في ظل الضمانات التي تبدو معقدة حتى اليوم.
فهل ستتمكن الدولة التي أعلن رئيس حكومتها نواف سلام أنها صاحبة الرد على باراك، من تأمين ضمانات أمريكية محورية تريح «حزب الله» وتؤمن تنفيذ خارطة الطريق، أم أن حزب الله سيناور، وقد لا يجيب صراحة على ورقة باراك فيدفع في اتجاه حصول مفاوضات معه، يؤمن من خلالها دوره المستقبلي في لبنان؟
ففيما يتعلق بموضوع السلاح، يقترح الجانب الأمريكي اعتماد مبدأ خطوة مقابل خطوة، أي تسليم الصواريخ الثقيلة مقابل انسحاب إسرائيل من التلال الخمس التي تحتلها جنوباً، ثم تسليم المسيرات مقابل تنفيذ جزء آخر من الاتفاق.
وهذا التدرج في الاقتراحات، بحسب تأكيد مصادر متابعة لـ «البيان»، يؤكد أن لحزب الله الحصة الكبرى في ما تضمنته الورقة، ما يفرض على الدولة التفاهم معه أولاً للتوصل إلى اتفاق بشأن تنفيذ البنود المتعلقة بالسلاح.
سقفان
وما بين السقفين، فإن ثمة تشديداً من ثنائي حركة أمل - حزب الله على أن الموقف اللبناني يجب أن يستند إلى اتفاق وقف إطلاق النار، على أن تقوم إسرائيل بالخطوات المطلوبة منها، وخصوصاً أن لبنان التزم ونفذ كل المطلوب منه.
تسليم السلاح، ترسيم الحدود البرية، لا سيما مع سوريا، ملف الإصلاحات، وعليه، تكتسب المهلة الفاصلة عن موعد وصول الموفد الأمريكي إلى بيروت، أهمية مفصلية لجهة إنجاز الرد الرسمي على ورقة الاقتراحات والاتجاهات التي تعكس موقف الإدارة الأمريكية من معالجة الملف اللبناني، لا سيما منه تسليم السلاح.
