لا يزال لبنان منشغلاً بـ«الورقة» التي تركها المبعوث الأمريكي توماس براك خلال زيارته الأخيرة لبيروت في 19 يونيو، والتي تتمحور حول نقل ملفّ سلاح «حزب الله» إلى مجلس الوزراء ليتخذ، كسلطة تنفيذيّة، قراراً بنزعه، واعتماد آلية «الخطوة مقابل خطوة» لتنفيذ القرار، أي أن تقوم إسرائيل، مثلاً، بالانسحاب من نقطة معيّنة من النقاط الخمس التي تحتلّها جنوباً مقابل كلّ خطوة يقوم بها الحزب لتسليم سلاحه.
ووسط الاجتماعات المتواصلة لصياغة الموقف اللبناني الموحّد حيال الورقة الأمريكية، التي تتضمّن 3 بنود أساسية: ملفّ سلاح «حزب الله» والسلاح غير الشرعي، ملفّ الإصلاحات وملفّ العلاقات اللبنانية - السورية، تردّدت معلومات مفادها أن هناك أفكاراً يجري إعدادها لتقديمها كورقة مقابلة، وليس كتعديلات على الورقة الأمريكية.
وفيما نفت أوساط مطلعة لـ«البيان» أن يكون براك حدّد مهلة زمنية حتى منتصف الشهر الجاري (يوليو) ليقرّ مجلس الوزراء خطّة تسليم السلاح تحت طائلة التلويح بجولة حرب جديدة، فإن ثمّة خشية من أن يكون الضغط الحاصل في هذا الشأن، خارجياً وداخلياً، مبرّراً لاستئناف إسرائيل أعمالها العسكرية.
وفي ضوء زيارته الثانية المرتقبة لبيروت، والتي ستحصل مبدئياً في النصف الأول من الشهر الجاري، أشارت مصادر رسمية لـ«البيان» إلى أن الردّ اللبناني على ورقة المبعوث الأمريكي تقوم على مبدأ «خطوة مقابل خطوة» تسليم السلاح، فالانسحاب، على أن يتولّى رئيس مجلس النواب نبيه برّي نقل الصيغة إلى «حزب الله» والحصول على موقفه خلال يومين.
ولفتت المصادر إلى أن الخطّة التي تُبحث الآن بين المسؤولين اللبنانيين لا تتعلّق فقط بجنوب الليطاني، بل بشماله أيضاً وبكلّ لبنان، وذلك وفق خطوات مدروسة ومتزامنة بين سحب السلاح وبين الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من النقاط الخمس جنوباً.
