عاد الملف النووي الإيراني إلى السطح مجدداً، إثر إعلان الترويكا الأوروبية الاستعداد لتفعيل آلية فرض عقوبات، حال لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي مع طهران بحول نهاية أغسطس، في حين توعد الإيرانيون بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا ما أقدمت الأمم المتحدة على معاقبة إيران.

وأبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأمم المتحدة بأنها مستعدة لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على إيران، ما لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي لملفها النووي بحلول نهاية أغسطس الجاري، وفق ما جاء في رسالة مشتركة.

وأكدت الرسالة الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن، أن القوى الأوروبية الثلاث ملتزمة باستخدام جميع الأدوات الدبلوماسية المتاحة لضمان عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً ما لم تمتثل طهران إلى المهلة النهائية.

وهدد وزراء خارجية مجموعة الدول الأوروبية الثلاث التي تعرف بـE3 بتفعيل آلية الزناد التي كانت جزءاً من اتفاق عام 2015 الدولي مع إيران، والذي خفف عقوبات مجلس الأمن الدولي عن إيران مقابل قيود على برنامجها النووي. وقال وزراء الخارجية:

الألماني يوهان فادفول، والفرنسي جان نويل بارو، والبريطاني ديفيد لامي «إذا لم ترغب إيران في التوصل إلى حل دبلوماسي قبل نهاية أغسطس، أو لم تغتنم فرصة التمديد، فإن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث مستعدة لتفعيل آلية الزناد». وأضاف الوزراء في الرسالة التي كانت صحيفة فايننشال تايمز أول من نقلها:

«نحن على استعداد بالدرجة نفسها، ولدينا أسس قانونية لا لبس فيها للإبلاغ عن عدم امتثال إيران الكبير لخطة العمل الشاملة المشتركة، ما يترتب عليه تفعيل آلية الزناد، إن لم يتم التوصل إلى حل مرضٍ بحلول نهاية أغسطس».

مشددين على أن استخدامهم البنود ذات الصلة في قرارات الأمم المتحدة سيكون مسوغاً قانونياً بشكل واضح لا لبس فيه لتفعيل آلية الزناد لإعادة فرض قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة بحق إيران التي تحظر عليها التخصيب.

وتعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة. في المقابل، قال النائب الإيراني منوشهر متكي، أمس: «إن البرلمان مستعد للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في حال أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات الدولية على طهران».

في الأثناء، حثت مصر إيران على استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والعودة إلى طريق المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، دعماً للمسار السياسي والدبلوماسي.

وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، اتصالين هاتفيين مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي، ضمن إطار التحركات المصرية الرامية لخفض التصعيد والتوتر في المنطقة، وفق ما ذكر بيان للخارجية المصرية بأن عبدالعاطي أكد، خلال اتصاله مع عراقجي، أهمية الالتزام بالمسارات الدبلوماسية، وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، بما يسهم في تعزيز الثقة المتبادلة، وخلق مناخ مواتٍ لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.

كما تناول عبدالعاطي، خلال اتصاله مع جروسي، مستجدات الملف النووي الإيراني، إذ استمع لتقييم مدير الوكالة للزيارة التي أجراها نائب المدير العام للوكالة إلى طهران، أخيراً، وسبل استعادة الثقة بين الوكالة وإيران واستئناف التعاون بينهما.

فضلاً على دعم التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين الوكالة ودول المنطقة، بما يعزز دور الوكالة في صون الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. من جهته، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لم يتم تدمير المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب حسب تقديره، مضيفاً:

«لا يزال لديهم 400 كيلوجرام. هذه الكمية شرط ضروري، ولكنه غير كافٍ لإنتاج قنابل ذرية. إنهم غير قادرين حالياً على المضي قدماً في الخطط التي أرادوا تنفيذها».