في مشهد يعكس تصاعد التوتر الإقليمي وتنامي المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أن احتمال شنّ إسرائيل هجوماً على إيران "ممكن جداً"، رغم تأكيده رغبته في تجنّب التصعيد والسعي نحو حل سلمي للملف النووي الإيراني.

وحذّر الرئيس الأميركي من احتمال اندلاع "نزاع هائل" في الشرق الأوسط، وذلك غداة تأكيد مسؤولين أميركيين أن واشنطن تعتزم تقليص بعثتها في العراق في ظل مخاوف أمنية إقليمية، داعياً إسرائيل الى عدم توجيه ضربة الى إيران، مؤكدا أن واشنطن وطهران قريبتان من التوصل الى اتفاق نووي.

وأشارت مصادر أمريكية إلى وجود تحضيرات إسرائيلية محتملة لقصف منشآت نووية داخل إيران، وإن لم تُتخذ قرارات نهائية بعد.

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "نحن قريبون الى حد ما من التوصل الى اتفاق جيد للغاية" في المباحثات التي بدأت في أبريل.

وأضاف بشأن إسرائيل التي تواصل قبل أيام مع رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو: "لا أريدهم أن يتدخلوا، لأنني أعتقد أن ذلك سينسف الأمر برمته"، قبل أن يسارع للإضافة ان ذلك "قد يساعد في الأمر عملياً، لكن قد ينسفه أيضا".

تصريحات ترامب جاءت بالتزامن مع بيان لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أقرّ أن إيران تنتهك التزاماتها في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي، ما يفتح الباب أمام إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، وهي خطوة لم تحدث منذ قرابة عقدين.

في هذا السياق المضطرب، يرى بعض المراقبين أن التلويح بالإخلاء الأمريكي أو سيناريو الضربة العسكرية قد يكون أيضاً أداة للضغط التفاوضي على طهران، بهدف دفعها إلى تقديم تنازلات ملموسة في محادثات مسقط المقبلة.

 رداً على ذلك أعلنت إيران اليوم، عزمها بناء منشأة جديدة وزيادة وتيرة انتاجها من اليورانيوم المخصب، في تصعيد واضح قبيل جولة جديدة من المباحثات مع واشنطن.

وبينما تستعد واشنطن وطهران لجولة سادسة من المفاوضات النووية في العاصمة العمانية مسقط، الأحد المقبل، تتعاظم المؤشرات الأمنية التي تثير قلقاً متنامياً، خصوصاً مع تصريحات ترامب عن نقل أمريكيين خارج منطقة الشرق الأوسط تحسّباً لـ"احتمالات الخطر"، على حد تعبيره.

وتشهد المفاوضات الأميركية الايرانية تبايناً معلناً بشأن تخصيب اليورانيوم، اذ تريد واشنطن وقف أنشطة طهران في هذا المجال، بينما تعتبر الأخيرة ذلك "حقا" غير قابل للتفاوض.

في الجانب الإيراني، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده ستعيد بناء منشآتها النووية حتى إن تم تدميرها، ما يعكس موقفاً تصعيدياً يزيد من تعقيد المشهد.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله، اليوم الخميس، إن إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي سيزيد من تعقيد المحادثات النووية مع الولايات المتحدة المتوقع إجراؤها يوم الأحد المقبل في عُمان.