يشهد أكثر من 20 قائداً وزعيماً ومسؤولاً من مختلف أنحاء العالم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال "قمة شرم الشيخ للسلام" التي يترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب.

وبحلول يوم الاثنين، من المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي اقترحها ترامب، والتي تشمل الإفراج عن الرهائن وسجناء فلسطينيين.

وتجري حالياً في مدينة شرم الشيخ المصرية استعدادات مكثفة للقمة الدولية التي تنطلق بعد ظهر الاثنين، بهدف إنهاء الحرب، وتأتي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الخميس بعد أربعة أيام من مفاوضات شارك فيها الجانبان الأميركي والمصري والوسيطان القطري والتركي.

وتُعقد القمة برئاسة مشتركة بين الرئيسين السيسي وترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وفق بيان للرئاسة المصرية صدر مساء السبت.

في موازاة هذا الحشد العالمي حول الاتفاق وتوقيعه، تتبدى المخاوف من ظهور أزمات في تنفيذ المرحلة الثانية المعنية بقضايا شائكة مثل نزع سلاح حركة "حماس" وإدارة القطاع، غير أن خبراء يرون أن نسب استمرار صفقة إنهاء الحرب أكبر من مخاوف تعثرها، في ضوء الضمانات الدولية التي توفرها قمة شرم الشيخ ومشاركة ترامب.

ويرى عضو "المجلس المصري للشؤون الخارجية" ومساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد حجازي، أن حضور ترامب القمة ومشاركة قادة من أكثر من 20 دولة يعد حدثاً غير مسبوق يمكن أن يمهد لاتفاق سلام شامل دائم توفر له الأسرة الدولية نطاق الضمانات، ويكفل الوسطاء والأطراف تيسير نجاحه.

كما يعتقد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أن القمة تتجاوز وقف إطلاق النار إلى ما هو أهم، وهو السلام في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن التوقيع الذي سيشهده قادة العالم هو تمهيد لإنهاء جاد للحرب والذهاب إلى شرق أوسط مختلف بتفاهمات عربية – أميركية – غربية.

وبينما تُجرى الاستعدادات لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، قال القيادي في المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران، في مقابلة مع "وكالة الصحافة الفرنسية"، السبت، إن "المرحلة الثانية في خطة ترامب من الواضح من خلال النقاط نفسها، أن فيها الكثير من التعقيدات وفيها الكثير من الصعوبات، وهذا يتطلب تفاوضاً ربما أطول".

وتظل المخاوف تحاصر الاتفاق، إذ تحدث المستشار السابق لعدد من وزراء الخارجية الأميركيين، آرون ديفيد ميلر، عن أن "هناك غموضاً كبيراً يكتنف تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب"، التي تنصّ خصوصاً على نزع سلاح حركة "حماس" بعد حرب مدمّرة استمرت عامين في القطاع.

وأوضح ميلر، الذي شارك سابقاً في مفاوضات متعلقة بالشرق الأوسط، أن كل بند من بنود الخطة يمثل "عالماً من التعقيدات"، إذ تفتقر إلى عناصر "تشغيلية" واضحة، لافتاً إلى أنه "لا توجد خطة مفصلة لكيفية نزع السلاح في غزة، حتى لو وافقت حماس على ذلك، وهو ما لم يحدث".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد لمّح في تصريحات الجمعة إلى أن إسرائيل قد تستأنف هجومها في حال لم تتخلَّ "حماس" عن سلاحها.

وتلا تلك التصريحات تجديد القيادي في "حماس" باسم نعيم، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، رفض نزع سلاح الحركة، موضحاً أن تسليم السلاح سيكون فقط لدولة فلسطينية قائمة، مع دمج مقاتلي الحركة ضمن الجيش الفلسطيني.

ورغم كل هذه المخاوف، أعرب ترامب في تصريحات متزامنة عن قناعته بأن الاتفاق "سيصمد"، مشيراً إلى أنه سيلتقي في مصر، الاثنين، "الكثير من القادة" لمناقشة مستقبل قطاع غزة. و

يتوقع حجازي أنه ما دامت انتهت المرحلة الأولى عقب مفاوضات شاقة باتفاق، فمن الممكن المضي في التوافق على باقي البنود في المراحل المقبلة، رغم الصعوبة، وذلك استناداً لضمانات من ذلك الحشد الدولي الذي سيوجد في قمة شرم الشيخ، والذي سيضغط نحو التنفيذ الكامل، مرجحاً أن نسب استمرار اتفاق إنهاء الحرب أكبر من مخاوف فشله.

في حين يعتقد هريدي أن المخاوف من تعثر الاتفاق بسبب التباينات تحمل علامات استفهام في محلها، لكن حضور ترامب لتوقيع الاتفاق رسالة مهمة لإسرائيل، مفادها أنه يجب أن تمضي في التنفيذ، وألا تتحمل خرق هذا الاتفاق ما دامت التزمت "حماس" بما ورد فيه.

وأشار إلى أن قضايا الخلاف مثل نزع سلاح "حماس"، والسلطة الانتقالية، وغيرهما من المسائل الشائكة، لها رؤى لحلها وأفكار متداولة بين الوسطاء والأطراف المعنية والولايات المتحدة، ويمكن التوصل لصيغ وخطط يلتف الجميع حولها.