اجتمع أكثر من 1.6 مليون حاج، قادمين من شتى بقاع الأرض، على صعيد عرفات الطاهر ليؤدوا ركن الحج الأعظم، وهو الوقوف بعرفات. يضم هذا الصعيد المبارك معالم بارزة مثل جبل الرحمة ومسجد نمرة.

جبل الرحمة

يقف الحجيج بقلوب خاشعة على جبل الرحمة يرفعون أياديهم يطلبون من الله العتق من النيران، ودخول الجنة وصحبة الحبيب محمد، مهللين ومكبرين، حامدين رب العالمين، في مشهد يأسر القلوب تسكب فيه العبرات، وترق فيه الأفئدة وتخشع، طمعاً في العفو والمغفرة من رب كريم رحيم.

 ويُعدُّ جبل الرحمة، الذي يتوسط ساحة مشعر عرفات، من أبرز معالم المشاعر المقدسة، ويحتل مكانة راسخة في ذاكرة الشعيرة والمكان، لما له من صلة وثيقة بسيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إذ وقف عليه خطيبًا في حجة الوداع عند الصخرات الشهيرة التي لا تزال قائمة حتى اليوم، شاهدة على أعظم خطب التاريخ الإسلامي.

 ويقع الجبل على بُعد 17 كيلومترًا من المسجد الحرام، ويرتفع عن سطح الأرض بنحو 65 مترًا، في مشهد طبيعي يأسر القلوب ويثير مشاعر المهابة والخشوع، ويُعرف بعدة أسماء، أشهرها: "جبل الرحمة"، و"جبل الدعاء"، و"جبل الموقف"، وكلها تعكس ما يحمله هذا الموقع من معانٍ روحانية وتاريخية عميقة.

مسجد نمرة

 يُعد مسجد نمرة أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في مشعر عرفات، حيث يتوافد إليه الملايين من الحجاج لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداءً بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبة حجة الوداع، التي ألقاها في موضع المسجد.

 ويقع المسجد في طرف عرفات، ويُعرف تاريخيًا بعدة أسماء، منها: "مسجد النبي إبراهيم"، و"مسجد عرفة"، و"مسجد عُرنة"، و"مسجد الخليل"، إذ يعود تأسيسه إلى منتصف القرن الثاني الهجري في عهد الخلافة العباسية، بينما شهد أكبر توسعة له في تاريخه في العهد السعودي، ليغدو اليوم بمساحة تتجاوز (110) آلاف متر مربع، تستوعب نحو (350) ألف مصلٍ.

 ويتكوّن المسجد من ست مآذن يبلغ ارتفاع كل منها (60) مترًا، وثلاث قباب، و(10) مداخل رئيسية تحتوي على (64) بابًا، إضافة إلى غرفة بث إذاعي مجهزة لنقل خطبة عرفة وصلاتي الظهر والعصر مباشرة عبر الأقمار الصناعية.