لم يكن الطرح الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد الماضي حول خطة تطهير غزة بإخراج الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن لإحلال السلام في الشرق الأوسط وليد اللحظة بل ترددت الخطوة على مسامع شعوب المنطقة العربية في الولاية الأولى لترامب ضمن ما عرف بصفقة القرن، ومن أجل ذلك أثار الطرح غضب الشارع العربي خاصة في مصر والأردن اللتين خصهما ترامب بالدعوة.

رد شعبي قوي على تصريحات ترامب

ردود الفعل على المستوى الشعبي في مصر كانت قوية وأعلنت الأحزاب السياسية ومجلسي النواب والشيوخ والنقابات المهنية رفضها القاطع لطرح الرئيس الأمريكي وتدفقت التعليقات الغاضبة على حسابات دونالد ترامب في منصات التواصل الاجتماعي حيث نشرت صفحته عبر «فيسبوك» صورة للرئيس الأمريكي بالقبعة الشهيرة في أفلام هوليوود عن رعاة البقر وشهدت الصورة آلاف التعليقات الغاضبة والساخرة حيث تضمنت رسالة إلى البيت الأبيض جاء فيها «نرفض بشدة تهجير سكان غزة إلى مصر.. المصريون كلهم في صف واحد خلف قيادتهم وقرارهم ثابت.. لا للتهجير»، ووجهوا سهام السخرية إلى ترامب حيث اقترح البعض نقل السكان من إسرائيل إلى الولايات المتحدة وإنهاء الأزمة.

حول المصريون والأردنيون والشباب في كل أقطار الوطن العربي صفحات ترامب على مواقع التواصل إلى صناديق بريد ضخمة وضعوا فيها رسائلهم الرافضة لمخططات التهجير والوطن البديل مشيرين إلى ضرورة حماية حقوق الفلسطينيين في إقامة دولته، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وأن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً لمساندة حوق الشعب الفلسطيني.

وتصدرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض تهجير الفلسطينيين، منها وسم على منصة «إكس» بعنوان «التهجير خط أحمر»، وآخر بعنوان «ادعم القيادة المصرية».

جامعة الدول العربية ترفض التهجير

واكب الرد الشعبي في مصر والوطن العربي ، خروج البيانات الدبلوماسية العربية الرافضة عقب تصريح الرئيس الأمريكي وقالت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إن السبيل الحقيقي والوحيد إلى تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط من خلال تسوية القضية الفلسطينية بحل الدولتين المتفق عليه دولياً ، مشيرة إلى أن الالتفاف على هذه المبادئ الثابتة يطيل أمد الصراع ويجعل السلام أبعد منالاً ، فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية رفضها المساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من ارضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل محذرة من أن المساس بتلك الحقوق يهدد الاستقرار وينذر بزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة.

وعبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد وإدانتها لأي مشروعات تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، و هو الأمر الذي يشكل تجاوزاً للخطوط الحمراء، مشيرة إلى ان الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن يسمح بتكرار النكبات التي حلت به في الأعوام 1948 و1967، ولن يرحل.

محاولات ترامب للضغط على مصر والأردن

يحاول ترامب تنفيذ مخططه لتسوية القضية الفلسطينية حيث نقل اليوم موقع أكسيوس عن الرئيس الأميركي أنه تحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر، وذلك بعد يومين من دعوته إلى "تطهير" القطاع ، ونسب الموقع إلى ترامب قوله إنه يريد لفلسطينيي غزة أن يعيشوا في مكان خال من العنف، وإن القطاع كان بمنزلة الجحيم على مدى سنوات عديدة.

مجلس النواب يدعم جهود السيسي

وكان مجلس النواب المصري قد أصدر بيانًا أكد فيه دعمه الكامل لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تقع على عاتقه مسئولية حماية الأمن القومي المصري ومقدرات شعب مصر"، واتخذ البرلمان 4 قرارات عاجلة، أبرزها دعوة اللجنة العامة لمجلس النواب لعقد اجتماع عاجل لوضع خطة عمل متكاملة تستهدف تعزيز التواصل مع البرلمانات الإقليمية والدولية، وإبراز موقف مصر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وإرسال خطاب رسمي إلى مجلس الأمن القومي المصري يتضمن الموقف الرسمي لمجلس النواب بشأن محاولات تهجير الفلسطينيين وإعادة توطينهم.