قيل دائماً إن إسرائيل لا تحتمل الحروب الطويلة، وإنها تحرص دائماً على أن تكون الحروب على أرض أعدائها.

وإذا كانت حربها في غزة قد طالت لما يقارب السنتين، فإن مراقبين يرون أن خسائرها في هذه الحرب تحت سقف الاحتمال، أما في الحرب الحالية فإن خسائرها كبيرة، فيما تتلقى الصواريخ المدمرة والمسيرات، في الشمال والوسط والجنوب. فإلى أي مدى زمني ستستمر هذه الحرب؟ وهل تتحدد وفق قاعدة من يصرخ أولاً؟

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية كشفت أمس، أن عاملين رئيسيين سيحددان بشكل كبير مدة الحرب، وهما احتياطي إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية، ومخزون إيران من الصواريخ بعيدة المدى.

ومنذ بدأت إيران بالرد على هجوم الجمعة، اعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي العديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية، لكن، ومع استمرار الحرب، أصبحت إسرائيل تُطلق صواريخ اعتراضية أسرع من قدرتها على إنتاجها، وهو ما يثير تساؤلات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول ما إذا كانت صواريخ الدفاع الجوي ستُستنفد قبل أن تستنفد إيران ترسانتها الباليستية، وفقاً لما نقلت «نيويورك تايمز» عن 8 مسؤولين حاليين وسابقين في إسرائيل.

وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قالت إن مخزون إسرائيل من أنظمة الدفاع الجوي سينفد خلال عشرة أيام.

وفقاً للمسؤولين، اضطر الجيش الإسرائيلي بالفعل إلى ترشيد استخدامه للصواريخ الاعتراضية، ويعطي أولوية أكبر للدفاع عن المناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية الاستراتيجية.

في بداية الحرب، قدَّر بعض المسؤولين الإسرائيليين أن إيران تمتلك حوالي 2000 صاروخ باليستي، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ما بين ثلث ونصف هذه الصواريخ قد استُنفدت، إما لأن إيران أطلقتها على إسرائيل، أو لأن إسرائيل قصفت مخابئها.

لكن في المقابل، تستنفد إسرائيل أيضاً صواريخها الاعتراضية، فمنذ الجمعة وحتى الأربعاء، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ، أفلت العديد منها من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية وأصاب مناطق إسرائيلية، وفقاً للجيش الإسرائيلي.

وأوضح الجيش أن الصواريخ المتبقية، إما أُصيبت بصواريخ اعتراضية أو رُصدت حتى سقطت على أرض خالية أو في البحر، ويُحتمل أن تكون بعض الصواريخ الإيرانية قد أُصيبت أكثر من مرة، ولا يزال العدد الإجمالي للصواريخ الاعتراضية المستخدمة غير واضح.

تقول الصحيفة الأمريكية، وفقاً لمصادرها، إن ذلك سيؤثر على قدرة إسرائيل على تحمل حرب استنزاف طويلة الأمد، وستُحدد طبيعة الحرب جزئياً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة موقع التخصيب النووي الإيراني في فوردو، شمال إيران، أو قرار إيران التخلي عن برنامج التخصيب.

ولكن النتيجة النهائية للحرب سوف تتشكل أيضاً وفقاً لمدى قدرة كلا الجانبين على تحمل الأضرار التي لحقت باقتصاديهما.